حيل شيطانية 2

الحيل الشيطانية التى ينتهجها الدجالون والمشعوذون لا تعد ولا تحصى و.... وبعد أن فوجئت بزيارة أحد الدجالين لمكتبى فى «روزاليوسف» فى السنوات الماضية واتفقنا أن اصطحبه إلى مكان أحد المرضى من وجهة نظر المشعوذ ادعى فى بادئ الأمر أنه لا يصافح النساء، ولكنه عندما دخل إلى الشقة صافح السيدة بشكل عادى جدًا وطلب منها أن يحتسى مشروب الليمون قبل أن يعرف قضيتها وبعد وقت قصير قصت عليه جميع الأعراض التى تشعر بها فانتابته حالة من الغضب وقال لها: لماذا تسكتين على نفسك حتى الآن؟ إن هذه الأعراض توحى بأن لديك عشرة من الجن قد تلبسوا جسدك وأنا قادر بإذن الله على إخراجهم واحدًا واحدًا وإحراقهم فلا تخافى وإن كان أحدهم صعب خروجه، ويحتاج إلى جلسة أخرى ولكن علينا أن نبدأ العلاج من الآن.... ولابد أن يكون فى مكان مظلم ليس فيه أى شىء من أمراض العصر.... ويقصد الأجهزة الكهربائية من تليفزيون وتكييف ومروحة وغيرها من وسائل العصر الحديث.... ولابد أن يكون بينى وبينك حائل مع وجود محرم إما زوجك أوشقيقك... وبالفعل تمت تلبية جميع طلباته وأدخلناه فى حجرة شبه مظلمة ومعها شقيقها، ورغم أنها لا ترتدى الحجاب إلا أنها ارتدته فى هذه اللحظات بناء على رغبته وطلب منى أن أسجل العلاج على شريط كاسيت وبدأ العلاج... بوضع يده على جبينها وبدأ يقرأ آيات من القرآن الكريم بصوت هادئ لمدة نصف ساعة ثم بدأ يحرك يديها فوجدها تتحرك كما هى ثم قرأ مرة أخرى لمدة نصف ساعة، وأخذ يحرك يديها فوجدها كما هى ثم توقف فجأة وسألها ماذا حدث لك وبم تشعرين؟

فقالت له أنا لا أشعر بأى شىء.. وأن كل شىء طبيعى كما هو ولم يحدث شىء فقال لها كيف ذلك؟ قالت له إنها الحقيقة... قال لها ألا تشعرين بألم فى القولون... قالت له لا فقال لها ولا بألم فى المفاصل.. قالت لا... فقال لها إنك مصابة بجن دفين يسكن داخل القولون العصبى... قلت له كيف علمت ذلك أيها الشيخ؟

فقال بالخبرة فهى حالة من بين آلاف الحالات التى أعالجها كل يوم وعليك أن تقولى: «الله لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه» ألف مرة مع أخذ نفس عميق فى كل مرة وأنا أقرأ عليك بعض آيات القرآن، وعلى شقيقك أن يحسب لك العدد... بعدها سوف يتحرك الجن الخبيث من القولون العصبى إلى أعلى وسوف يخرج بإذن الله.

واستمرت معه أكثر من ساعة ولم نسمع أى أصوات ولم تفقد السيدة الوعى كما توقع بل ازدادت قوة ونشاطًا.. ثم سألها هل أنت متعلمة؟ فقالت له... نعم أنا حاصلة على بكالوريوس علوم قسم جولوجيا وكيمياء فقال لها... أنت مثقفة إذن؟.. فقالت له نعم.. قال لها الجن لا يمس المثقفين... الجن يسكن العقول المريضة والجاهلة التى تأوى الشياطين... فقلت له بل إن أصحاب العقول والقلوب الخاوية هم الناس الغلابة الذين تستطيع أن تضحك عليهم بكلمتين وتوهمهم أنهم مرضى بمس من الجن أو لبس منه.

يا شيخ استحلفك بالله أن تكف عن هذا الدجل والشعوذة، وتتجه إلى الله بأن يغفر لك ما فعلته فى جموع المرضى الغلابة بعد أن استنزفت أموالهم وسرقت عقولهم وأن تعود إلى رشدك وتعلم أن الجن والشياطين عالم مختلفون عن عالم الإنس، وتبعد عن ذلك وتكفى نفسك شر انتقام المولى عز وجل منك، وتكفى الإسلام والمسلمين ما هم فيه.. بعدها خرج يجر خلفه عار الهزيمة وقبل أن يغادر المكان فى الهرم قال لى.. أنا أسكن فى منطقة إمبابة ولا أعرف كيف أصل إليها وليس معى نقود فماذا أفعل.

قلت له :لقد سبقتنى واستعجلت رزقك فأنا كنت سوف أعطيك حق المواصلات حتى تعود مرة أخرى إلى مقر إقامتك ولتعلم أننى لم أُضع وقتك هباء كما توهمت فأعطيته مبلغًا من المال فأخذه بلهفة فائقة ونزل إلى الشارع مسرعًا.

إنها قصة من قصص الخزعبلات التى من السهل أن تكشفها بسهولة ،عليك فقط أن تتسلح بسلاح العلم والعقل فى مواجهة مثل هؤلاء عندها سوف تستطيع أن تهزمهم وبسهولة بالغة.