اسم المولود
لا أعتقد أن أحدا منا لم يقم يوما ما بسؤال أمه أو أبيه عن سبب تسميته أو عن من الذى قام بالتسمية، يأتى هذا السؤال ربما مدفوعا بحب الاستطلاع والمعرفة وأحيانا اخرى لمعرفة الملابسات التى أدت إلى الوصول إلى هذا الاسم خاصة إذا شعرنا بأننا لا نرتاح له.
الإجابات التقليدية عن سبب الاختيار لا تخرج فى أغلبها عن شخصية ناجحة تحمل ذات الاسم أو وجود دلالة دينية ما، أو أن الاسم تكرار لاسم الجد عرفانا بجميله وتخليدا لذكراه أو قد تأتى الإجابة من منطقة التقليد والموضة والشيوع لتسمية أسماء معينة فى فترات معينة.
فى بعض الأحيان نكتشف ان للشخص اسمين أحدهما الرسمى المسجل فى الوثائق الرسمية والاخر اسم متداول وفى الغالب يكون لذلك أسباب خلافية كأن يرغب الاب فى اسم ما وترغب الأم فى اسم آخر فيكون هذا هو الحل الوحيد خاصة بعد إلغاء الأسماء المركبة.
أسباب اخرى قد تكون مرتبطة بأحداث قومية مهمة كالنصر أو توقيتات دينية كشهرى شعبان ورمضان مثلا، أو يكون السبب مرتبطا بأحداث خاصة جدا مثلما كان سبب تسمية الأديب الكبير نجيب محفوظ بهذا الاسم يمنا بالطبيب الذى قام بعملية الولادة وإنقاذ الأديب الكبير من موت محقق.
هذه الحيرة يضع البعض لها عددا من المحددات منها وضع قائمة بالأسماء المرغوب الاختيار فيما بينها على أن تتمشى مع تقاليد العائلة والعرف السائد ويفضل أن يكون الاسم مناسبا لجميع الأعمار ومحاولة الابتعاد عن الاسماء المحايدة التى لا يمكن من خلالها التعرف على جنس المولود مثل عفت أو تيسير أو عصمت وغيرهم.
حاول البعض أيضا اتباع المنهج العلمى من خلال اقتناء كتب متخصصة تحتوى على كل الاسماء الشائعة للذكور أو الإناث مع شرح بسيط لمعنى كل اسم خاصة مع انتشار موجة اختيار أسماء غريبة ذات أصل فارسى أو تركى.
ثم وصلنا إلى عصر شبكات التواصل الاجتماعى والتى يتواصل فيها المشتركون بأريحية شديدة مفصحين عن أدق تفاصيل حياتهم اليومية مثل تصوير طبق الطعام الذى سيتم تناوله فى أحد المطاعم أو الشكوى من الإحساس بحموضة فى فم المعدة...الخ.
هذا التواصل أوجد حلا للآباء والأمهات الحيارى من خلال عمل استقصاء رأى فى مجموعات التواصل Groups أو لأصدقائهم على صفحاتهم الشخصية مطالبين إياهم باقتراح اسم للمولود الجديد.
الطريف انه فى بعض الأحوال بعد أن يقوم الأهل بعمل الأساليب الحديثة السابقة كلها أوبعضها فأنهم يطرحون الاسم الفائز جانبا ويعودون إلى الأساليب التقليدية بصورة مفاجئة ، وعند سؤال الأب عن اسم المولود فإنه يرد بفخر قائلا «جعيدى على اسم جده».