الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المكان أصله إيه

شارع الخرنفش حكاية تصنيع كسوة الكعبة بالجمالية

شهد أيام العز وجاه السلاطين، وسكنت فيه الملوك والأمراء ومرت به المواكب، وشيدت به المنازل والقصور والأسبلة، شارع الخرنفش هو واحد من 18 حيًا وشياخة على جنبات شارع المعز لدين الله، وهو من أعرق شوارع القاهرة الفاطمية بحى الجمالية.



واشتهر شارع الخرنفش بمبنى مهم وهو (دار كسوة الكعبة) التى تأسست عام 1233هـ، وما زالت هذه الدار موجودة حتى الآن، بعد أن ظلت تعمل حتى عام 1962.

حيث يشهد خروج كسوة الكعب المسماة بـ«المحمل» على مر السنين فى احتفال بهيج؛ إذ كانت توضع بهودج على جمل تزين لحمل الكسوة المشرفة، وقد حِيكت آياتها القرآنية بماء الذهب والفضة، ويتقدم الموكب الأمراء والسلاطين وعلماء الدين وكبار رجال الدولة وجموع الشعب المصرى، وتُدّق الطبول والدفوف وتُعّزف الأناشيد وترفرف الرايات لتستقر الكسوة المشرفة فى ميدان الرملية بالقرب من قلعة صلاح الدين؛ حيث مقر الحكم آنذاك لتتخذ طريقها صوب مكة.. ودار كسوة الكعبة تأسست عام 1233هـ، وما زالت موجودة، ظلت تعمل حتى عام 1962م، وكان يقام حفل رسمى كبير فى حى الخرنفش أمام مسجد القاضى عبد الباسط (قاضى قضاة مصر ووزير الخزانة العامة والمشرف على صناعة الكسوة الشريفة)، ثم تخرج الكسوة فى احتفال بهيج ويخرج وراءها الجموع إلى ميدان الرملية قرب القلعة، وكان مكان هذا المشغل ورشة خميس العدس، كان قد أنشأها محمد على باشا لعمل آلات أصولية مثل السندانات والمخارط الحديد والقواديم والمناشير وأدوات الأنوال لصناعة غزل ونسيج الحرير والقطن والمقصبات (التى بها خيوط من الذهب أو الفضة أو خيوطه مطلية بإحداهما)، وكانت أبطلت تلك الورشة بعد وفاة محمد على، وجعل محلها مشغل الكسوة الشريفة.

ومع بداية الدولة الفاطمية اهتم الحكام الفاطميون بإرسال كسوة الكعبة كل عام من مصر، وكانت الكسوة بيضاء اللون، وفى الدولة المملوكية وفى عهد السلطان الظاهر بيبرس أصبحت الكسوة ترسل من مصر، حيث كان المماليك يرون أن هذا شرف لا يجب أن ينازعهم فيه أحد حتى ولو وصل الأمر إلى القتال، وأراد ملك اليمن «المجاهد» فى عام 751هـ أن ينزع كسوة الكعبة المصرية ليكسوها كسوة من اليمن، فلما علم بذلك أمير مكة أخبر المصريين فقبضوا عليه، وأرسل مصفدا فى الأغلال إلى القاهرة، كما كانت هناك أيضا محاولات لنيل شرف كسوة الكعبة من قبل الفرس والعراق، لكن سلاطين المماليك لم يسمحوا لأى أحد أن ينازعهم فى هذا، وللمحافظة على هذا الشرف أوقف الملك الصالح إسماعيل بن عبد الملك الناصر محمد بن قلاوون ملك مصر فى عام 751هـ وقفا خاصا لكسوة الكعبة الخارجية السوداء مرة كل سنة،