من أرض زراعية إلى أعرق الأماكن التاريخية بالقاهرة
باب اللوق

تعد منطقة باب اللوق، من أشهر الأسواق الموجودة فى القاهرة وبالتحديد من منطقة وسط البلد ويتفرع منه أشهر شوارع وسط البلد والدرب الأحمر، ويضم سوق باب اللوق أكثر من ثلاثين سوقًا مكتظًا بالبضائع ويأتى إليه العديد من أنواع الزبائن.
وإنشاء باب اللوق فى القرن الثانى عشر والثالث عشر الميلادى على يد الصالح أيوب ، ليلعب فيه هو وفرسانه لعبة “الأكرة”، وهى عبارة عن رياضة يمارسها الفرسان وهم على أظهر خيولهم فيحاولون إسقاط الكرة بعد ضربها بالمضرب فى الأكر “الحُفر”، وقام الصالح أيوب بإحاطة هذه الأرض التى عرفت باللوق بسور وباب لدخول الفُرسان واللاعبين والجمهور، ومن هنا جاء اسم “باب اللوق”.
ولكن يرجع تسمية اللوق لحكاية أيضاً، فقد كانت هذه الأرض زراعية تتم زرعتها و دائمًا ما كان يأتى الفيضان فتفيض المياه وتغرق الأرض ثم عندما تنحسر عنها تترك الأرض من بعدها خصبة ولينة لا تحتاج إلى حرث لأن الأرض أصبحت لينة أى “تلاق لوقًا” فتبذر فيها البذور ويُضغط عليها بألواح خشبية حتى تغوص فى الأرض – التى تشبعت بمياه النيل طوال فصل الصيف – وتترك حتى ينضج النبات تمامًا، فلم تكن أرض باب اللوق بحاجة إلى الرى أبدًا.
وبعد وفاة الملك الصالح أيوب وانتهاء الدولة الأيوبية ومع تولى الحكم فى يد الظاهر بيبرس وقيام دولة المماليك ألغى هذا الميدان وأنشـئ فيها بيوت للمغول الوافدين وأصبح ميدان التحرير هو المكان المخصص للفرسان لممارسة أعمال الفروسية.
وعندما جاء السلطان العادل كتبغا قام بإلغاء الميدان الذى أنشأه الظاهر بيبرس لأنه كان يخاف على نفسه الخروج من القلعة للممارسة أعمال الفروسية فقام بإنشاء ميدان قريب من القلعة ليتمكن من ممارسة رياضته المفضلة فى حمى الجنود.
وفى عهد الناصر محمد بن قلاوون ألغى هذا الميدان وأنشأ مكانه بستانًا للفاكهة والزهور” ثم تحولت بعد ذلك إلى أرض زراعية حتى سنة 1858 ثم قام الخديو إسماعيل ببناء القصور والبيوت وظهرت فيها الشوارع والميادين.