واحة الإبداع
لا غفران دون توبة!!

الأعمال للفنان الراحل: إبراهيم عبد الملاك
يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين. إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بإرسال مشاركتك من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:
لا غفران دون توبة!!
خاطرة
كتبتها – أسماء عبدالخالق
أنثى بقلب رجل، تحب بصدق، لا تجامل، كل ما تفكر فيه تقوله سريعًا، فأمارات الحب باديةٌ عليها بكل وقت وحين، كانت تخُيط بابتسامتها كل الثقوبِ التى يتسلل منها التَعب، كانت مثالًا للبراءة والعفوية والتلقائية والبساطة.
لكن،،
يُصبح الغفران صعبًا عندما لا يجد أمامه توبة صادقة، هكذا شعرت معه، حب دام لسنوات، كُلل بالزواج ونتج عنه أطفال، حب لم تكن لتتخيل أن تأتيها الطعنة منه، أو أنه سيُجاهرُ بخسارتها، سيُجاهرُ بالذنب ويتلذذ بوجعها، وهى التى منحته كل ما فى قلبها من ود، وآثرته على نفسها وكل من حولها، كيف هان عليه كل هذا الحب، وكيف هانت هى؟!
شابٌ فى وجهة نظره يعشق الجمال، لكنه فى مجتمعٍ شرقي، مُجاهَرةٌ بالافتتان، وضعف إيمان، فكيف لمن يحب بصدق أن ينظر لأخريات، ربما نزواتٍ متكررة، لكن أما آن للقلب أن يستقيم؟!
تظل تضحك مع قريناتها، وفى الليل تغرق وسادتها قهرًا ووجعًا، لا تريد أن يشعر أحد بما تعانيه، فتظل صامتة لأجل أطفالها.
كيف ستنجو وهى تظهر دائمًا بمظهر الناجى القوى؟
بالفعل ستنجو، فالله معها، خاصة أن حروف الكلمة وحدها كفيلة بتغير منظورها رُغم صعوبتها.
فالطاءُ، طوىٌ لكل ما مر من وجعٍ ومن قهر، طبطبةٌ من الله عز وجل لتكون فى أفضل حال دون إفراط فى المعاناة كل ليلة مع من لا يستحقها، طريقٌ جديد عليها أن تسلكه بمنتهى الثقة والثبات.
واللام؛ لا مجال للوم أو العتاب، لا سبيل للبكاء والنحيب والانكسار، للحظة كُسرت لكن عليها الصبر والتغير والتطور لا استسلام.
أما الألف؛ فألفٌ قوية مثابرة، لا تنحنى أبدًا، ألفٌ صلدة شامخة رُغم هبوب الرياح العاصفة هى ثابتة لا تُطأطئ أبدًا.
والقاف؛ هى قافلةٌ وحدها، تكفى نفسها وذويها، قمرٌ ينير ظلمات الكل حولها، لا تطلب شيئًا سوى التأمل والصبر، وكلمات الإطراء و التشجيع لتُكمل المسير.
أنثى يانعة، لن تقف حياتها عند كلمة، ستلقى عن كاهلها ماضٍ مؤذٍ وستبدأ فى رحاب الله وبحضن أطفالها كل ما هو جميلٌ مختلف مميز، وستنجو.