الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ماذا يعنى الحوار الوطنى؟

ماذا يعنى الحوار الوطنى؟

سعدت جداً بتلقى دعوة  المشاركة فى الحوار الوطنى الذى تجريه الأكاديمية الوطنية للتدريب التابعة لرئاسة الجمهورية، ويشرف عليها شخصياً الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمعروف أن الأكاديمية لها دور تنظيمى فى هذا الأمر، وكما قلت بالأمس فإن تكليف الرئيس للأكاديمية بإجراء هذا الحوار السياسى يعد إجراء وطنيا مهما، وجاء فى قرار التكليف الصادر من الرئيس، أن تكون الأكاديمية الوطنية على مسافة واحدة من الجميع، وأن يتمثل دورها فى التنسيق بين جميع القوى المشاركة فى هذا الحوار العظيم الذى دعا اليه الرئيس السيسى، كما تضمن قرار التكليف أن تعمل الأكاديمية الوطنية بكل تجرد وحيادية تامة، وأن يتمثل دورها فى التنسيق بين كل القوى المشاركة فى هذا الحوار.



الدعوة لهذا الحوار السياسى فى هذا التوقيت لها العديد من الدلالات والمفاهيم، فمصر التى بات يشار اليها الآن بالبنان وتلعب أدوارا مهمة فى السياسة الخارجية وفى إطار محيطها العربى والإقليمى والدولى، وحققت الكثير والكثير من الإنجازات الضخمة فى الداخل،  كان لابد أن يبدأ الحوار الوطنى الرائع بين كل الفصائل السياسية وكل القوى الوطنية، من أجل رسم خارطة طريق جديدة  للمستقبل. وهذا فى حد ذاته رد مهم على كل الذين كانوا يعيبون على الدولة أنها لا تجرى مثل هذه الحوارات.. والحقيقة أن الدولة  المصرية قبل ثورة 30 يونيو، وبعدها كانت شبه دولة، وكان على الرئيس السيسى أن يسعى أولا لتثبت أركان الدولة ويصحح كل المسارات الخاطئة.

ثم إن الحرب على الإرهاب التى قطعت شوطا كبيرا ولاتزال مصر تخوض هذه الحرب من أجل القضاء تماماً على فلول الإرهابيين، لم تكن البلاد فى هذا التوقيت على استعداد لإجراء هذا الحوار، ولذلك فان موعد الدعوة لهذا الحوار الآن جاء فى محله وموعده الصحيح. والحقيقة أن الكرة الآن فى ملعب كل الأحزاب السياسية والقوى الوطنية، والدولة المصرية حريصة  جداً على سماع هذه الرؤية، وأتمنى على الله سبحانه وتعالى أن تكون الأحزاب على قدر هذه المسئولية بعيداً عن الخلافات والمشاكل، وتقدم رؤية صحيحة  تواكب الجمهورية  الجديدة التى بدأتها مصر مؤخراً.

والرائع فى هذا الحوار أن الدعوة شملت كل الأحزاب السياسية والقوى الوطنية والمفكرين والكتاب الذين يملكون رؤية فى هذا الصدد، بما يعنى أن هذا الحوار سيحقق الأهداف التى يتمناها الشعب العظيم، فلم يتم استثناء أى فصيل سياسى الا جماعة الإخوان التى تلطخت أياديها بدماء المصريين والتى غارت إلى غير رجعة ولن تعود مرة أخري. كما  أنه لا يجوز أبداً اشراك الإرهابيين فى مثل هذا الحوار الوطنى العظيم.. ولذلك فان كل الدلائل والبشائر تؤكد بما لا يدع  أدنى مجال للشك أن النجاح سيكون حليف هذا الحوار الوطنى.

الحوار لن يقتصر على قضية دون الأخري، وانما هذا الحوار سيناقش كل ملفات المستقبل فى ظل الجمهورية الجديدة التى تعد البوابة الحقيقة للعالمية، فمصر لم تعد دولة صغيرة وإنما باتت من كبريات الدول الكبرى التى يعمل لها ألف حساب وحساب ويشار اليها بأنها دولة محورية فى كل السياسات العالمية، بفضل رؤية القيادة السياسية من خلال المشروع الوطنى الموضوع للبلاد منذ ثورة 30 يونيو ويرعاه الرئيس السيسى بنفسه، وينفذ خطواته بكل جدية ويحالفه النجاح بشكل ظاهر وواضح.

الحوار السياسى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، هو فى الحقيقة يعد تفعيلاً لنص المادة الخامسة من الدستور، والتى تقضى بالآتي.. يقوم النظام السياسى على أساس التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة والفصل بين السلطات والتوازن بينها وتلازم المسئولية مع السلطة واحترام حقوق الإنسان وحرياته على الوجه المبين فى الدستور... وتكليف الرئيس السيسى للأكاديمية الوطنية بإجراء هذا الحوار يعد أمراً وطنياً مهماً فى هذا الصدد، خاصة بعد كل الإنجازات العظيمة والضخمة التى تحققت مؤخراً فى بضع سنوات قليلة.

دعوة الرئيس السيسى لهذا الحوار المهم، تعنى فتح كل الملفات التى تتعلق بالمستقبل، فى ظل الجمهورية الجديدة التى تحددت ملامحها مؤخرًا، وفى ظل الحياة الكريمة التى تنشدها القيادة السياسية للأسرة المصرية.. ولذلك جاء توقيت هذا الحوار فى محله، فقبل ذلك، كان من الصعب فتح هذا الحوار السياسى، حيث إن الرئيس السيسى تسلم مقاليد الحكم وكانت البلاد فى خراب شديد بعد حكم الإخوان الذى استمر اثنى عشر شهراً، ولذلك كان من المستحيل فتح هذا الحوار، ولم تكن هناك دولة بالمفهوم الطبيعى للدولة. وكان المهم أولاً هو تثبيت أركان الدولة قبل كل شيء وهذا ما حدث بالفعل مؤخراً.

ولماذا كلف الرئيس السيسى الأكاديمية الوطنية للتدريب بإجراء هذا الحوار؟!.. الحقيقة أن هذه الأكاديمية رعاها الرئيس بنفسه، ولذلك جاء قرار التكليف مشمولاً بضرورة إجراء الحوار بكل تجرد وحيادية تامة وأن يتمثل دورها فى التنسيق بين كل القوى السياسية المشاركة فى هذا الحوار. كما أن هذا الحوار يعد أمراً بالغ الأهمية، لأنه بمثابة منهج جديد فى التعامل مع المرحلة الجديدة عن عمر البلاد.. والحقيقة أن هذا الحوار المهم هو دعوة صريحة للحديث عن كل ملفات المستقبل بكل شفافية ودون استثناء أى فصيل سياسى، إلا طبعاً جماعة الإخوان التى تتلطخ أياديها بدماء المصريين، فهؤلاء لا مكان لهم فى هذا الحوار والحمد لله أنهم غاروا إلى غير رجعة.

ولذلك فإن هذه فرصة ذهبية لجميع الأحزاب السياسية كى تعبر عن برامجها، وهى بمثابة رد قوى على كل الأحزاب التى تزعم قدرتها على العطاء، فالفرصة جاءت وهنا سيظهر قدر كل حزب سياسى.. إن هدف الدولة المصرية من هذا الحوار هو خلق جبهة قوية داخلية تشارك فى مواجهة كل التحديات التى تتعرض لها مصر فى كافة المجالات والأصعدة.. وبالتالى هى فرصة عظيمة لوضع الحلول لكثير من المشكلات المتراكمة عبر عدة عقود من الزمن، إضافة إلى أن هذا الحوار سيضع أولويات للعمل الوطنى خلال المرحلة القادمة.