الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوعى مسئولية من؟

الوعى مسئولية من؟

توطين الاستقرار وديمومة التنمية ليست مسئولية الرئيس وحده، أو الحكومة وحدها، بل هى مسئولية يتحملها الشعب بكل فئاته المهنية وشرائحه الاجتماعية وفى المقدمة منه النخبة من المثقفين، فالمثقفون «بحق» هم قادة الرأى وحملة مشاعل الاستنارة والتبصير، وفى ظل غياب الوعى الجمعى وترك الساحة فارغة أمام ثلة من الهواة يجب على قادة الرأى أن يقوموا بدورهم الوطنى المنوط بهم، فلا ينبغى أن يتحمل الرئيس مسئولية التوعية وحده فيكفيه من المسئوليات الجسام ما تنوء بحملها وتعجز عنها جبال الأرض.



لا أظن أن رئيسا فى العالم واجه ويواجه مثل ما يواجهه الرئيس عبدالفتاح السيسى من تحديات وصعوبات وشائعات تفوق طاقات وقدرات البشر، فالتحديات التى تواجهها مصر أغلبها موروث من مخلفات وتراكمات عهود سابقة، والبعض الآخر هبطت علينا بفعل نوازل القدر لا دخل لأحد فيها سواء كانت أوبئة أو حروب، وبدلا من أن نساند الرئيس وندعمه ونشد عضده على نجاحه فى إدارة الأزمات المتعاقبة والطارئة والعبور بشعب فاق عدده الـ 120 مليون نسمة يقذفه البعض من المارقين بالحجارة وأشد، ماذا تريدون؟ هل تودون الانجراف إلى فوضى 25 يناير وماتلاها وأعقبها؟ هل تشتاقون للعودة الى حكم جماعة مارقة مأفونة امتهنت الإرهاب والقتل والتدمير والخراب والقضاء على الأخضر واليابس؟ من وجهة نظرى إن مجرد التفكير الصامت فى ذلك يعد خروجا عن المواطنة، ويعد عملا من أعمال الخيانة تخجل منه الخيانة نفسها. 

العالم جميعه يعيش فى ظل ضائقة اقتصادية خانقة وممتدة، بفعل تحولات كونية خارجة عن إرادة البشر، وكل دولة تنطلق فى معالجاتها للتخفيف من تداعيات آثار كورونا والحرب الروسية الأوكرانية من واقع إمكانياتها وقدرات شعبها على التكيف بوعى والتخلى عن السلوكيات المترفة وهذا بات واقعا فى كل دول العالم حتى فى أعتى الدول الرأسمالية التى رسخت من ثقافة الترشيد، إلا نحن فى مصر ليس لدينا استعداد للتخلى عن عاداتنا الاستهلاكية الاستفزازية التى تكبد الدولة المليارات من الدولارات وتحمل الاقتصاد المصرى أعباء وأثقالا فوق طاقته، فماذا بوسع الدولة أن تفعل فى ظل ثقافة شرهة واستهلاكية سائدة منذ عقود طويلة؟ وهل هناك دولة فى العالم تعول شعبها الى مالانهاية؟ الحقيقة أن الدولة فى عالمنا الحديث هى مجرد منسق ومنظم لعجلة دوران الحياة، وحامية للقانون والأمن القومى فى الداخل والخارج هذه هى وظيفة الدولة الحديثة التى تعارف عليها عالم اليوم.

الحقيقة اننا فى حاجة لنكون أكثر وعيا لما يحاك لمصر وشعبها، إن استقرار مصر يعنى استقرار المنطقة العربية بكاملها ومن يرى عكس ذلك فإنما يرى نواميس الحياة بالمقلوب، والحقيقة أن الدول العربية وفى مقدمتها دول الخليج تدرك ذلك تماما أكثر من بعض الشعب المصري، فلا يجرفنكم بغير وعى أولئك الذين يقتاتون على قاذورات الخيانة فى الخارج والبحث عن تريندات عفنة يحركها المغرضون ممن اعتادوا أن يكونوا مجرد أدوات ومخالب لقوى تستهدف بث الفوضى وزعزعة الاستقرار فى مصر والمنطقة، فوقوا يرحمكم الله.