الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حاكموا مبروك عطية

فتنة «عطية» تشعل غضب المنظمات الحقوقية و« القومى للمرأة»

هاجم المجلس القومى للمرأة والمنظمات  الحقوقية، تصريحات الدكتور الشيخ مبروك عطية ،أستاذ الشريعة بالأزهر الشريف، والتى أدلى بها  عبر فيديو تم بثه على صفحته عبر «فيس بوك» تعليقا على حادث مقتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف على يد أحد زملائها بالجامعة، والتى اعتبرها المجلس محرضة ضد الفتيات ممن لا يرتدين الحجاب، حتى أنه علق ساخرا بقوله «سيبى المهفف على الخدود يطير والبسى محزق، هيصطادك اللى ريقه بيجرى ويقتلك، الفتاة تتحجب عشان تعيش وتلبس واسع عشان ماتغريش». 



هذه التصريحات وصفها المدافعون عن حقوق المرأة بأنها ضد الدستور والقانون المعنى بحماية كل أفراد المجتمع بما فيهم الفتيات والسيدات، وأصدر المجلس القومى للمرأة، بياناً رسميا عبر خلاله عن استنكار أعضائه لهذه التصريحات، وعبرت الدكتورة مايا مرسى، رئيسة المجلس، عن صدمتها الشديدة إزاء الفيديو الذى تم نشره من قبل الدكتور مبروك عطية، مؤكدة أن مثل هذه الكلمات لا تصدر من رجل دين، مشيرة إلى أن ما قيل هو تحقير للمرأة وتحريض على العنف والقتل ضدها وهى جريمة يعاقب عليها القانون، مشددة على أنه لا تهاون فيما تم نشره، وأن المجلس القومى للمرأة تقدم ببلاغ للنائب العام لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك.

ودعت رئيسة القومى للمرأة، لضرورة وقف خطاب الكراهية والعداء والإرهاب، لأن دماء هذه الفتاة وغيرها فى رقبة كل من خرج علينا فى وسائل الإعلام والدراما بأعمال غير مسئولة تحرض على مثل هذه الجرائم، لافتة إلى أن دماء هذه الفتاة وغيرها فى رقبة كل من يبرر الجريمة، وفى رقبة كل رجل دين خرج وتكلم عن ملابس البنات واستباح أمنها، فلا يوجد مظهر ولا ملبس يبرر جريمة، معقبة: «لدينا قانون يحمينا ونظام عدالة يحمينا وسنطالب بتطبيق القانون».

وشنت المحامية والحقوقية نهاد أبو القمصان، رئيسة المركز المصرى لحقوق المرأة، عبر فيديو بثته من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، هجوماً عنيفاً على دكتور مبروك عطية، مؤكدة أنه ارتكب عددا من الجرائم بهذه التصريحات أبرزها تعطيل الدستور والقانون لأن السيدات والبنات لو كن مسئولات عن حماية نفسهن من المجرمين فى الشوارع بارتداء خيمة وقفة فهذا لا ينص عليه الدستور ولا القانون، كما أنه يحرض على العنف، بأن من لا ترتدى الخيمة التى يتحدث عنها فتستحق ما يحدث لها بما فيه القتل مؤكدا أنه تقدمت ببلاغ للنائب العام يتضمن تلك الاتهامات.

وأشارت إلى أن ما قاله على الفيس بوك ينتمى إلى جرائم الاتصالات والإنترنت، كما أنه بحديثه يشيع الإرهاب فى المجتمع المصري، بشكل يخيف كل البنات والسيدات، قائلة: «إذا أراد هذا المبروك عطية الخيمة ليذهب ليعيش فيها، لكننا لن نرتدى خيم لأن الدولة المصرية دولة قانون، كما أن النائب العام أصدر استراتيجية النيابة العامة لمواجهة العنف ضد المرأة، وهذا الخطاب العنيف التحريضى يعرض بنات مصر للخطر ولا بد من تنفيذ القانون المصرى».

ولفتت إلى أننا بهذا الفيديو التحريضى أمام حزمة من العنف ضد الفتيات والسيدات وإلغاء الدولة المصرية واتمنى رؤية استراتيجية النيابة العامة فى حماية بناتى باعتبارى أما لابنتين على المستوى الشخصي، وحماية بنات مصر كلها على المستوى العام واناشد قناة إم بى سى مصر بوقف التعامل مع هذا الشخص.

أما الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب سابقاً ، فقالت إن ما قاله الدكتور مبروك عطية لم يأت فى موضعه الصحيح، فملابس الفتاة قضية تعود للبنت نفسها وليس مبرراً بأن تُقتل فكل إنسان يحمل أوزاره بنفسه، وكان من المفترض أن ينصح الشاب على فعلته، ويوضح له أن ما اقترفه مرفوض على مستوى الشرع والعقيدة، فلا أحد له وصاية على ملابس الآخر.

وأكدت أن كل العناصر السلبية فى المجتمع وراء هذه الجريمة البشعة، أولها عدم الاهتمام بالتربية الجيدة، فهناك موجة من العنف بدون مبرر منتشرة فى المجتمع خلال الفترة الأخيرة، وبالتالى يجب البحث فى هذه الظاهرة لمعرفة أسبابها، كما يجب إضافة مادة للأخلاق فى المناهج الدراسية لمواجهة مستجدات هذا العصر شرط أن يضعها متخصصين، كما يجب الاهتمام بالخطاب الدينى وتجديده على أن يعيش على أرض الواقع ولا يكون داخل النصوص فقط.