السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تهديد بـعصيان مدنى.. وكلمة السر فى الأوضاع المعيشية

ليبيا تغضب

هدد متظاهرو العاصمة الليبية طرابلس بالدخول فى «عصيان مدنى» إذا لم يتم البدء فى تنفيذ مطالبهم السياسية والخدمية.



وفى مناطق شرق ليبيا عادت الحياة إلى طبيعتها بعد احتجاجات حرق خلالها المتظاهرون فى بنغازى والبيضاء الإطارات المطاطية.

وتدور مطالب المحتجين حول التسريع لإجراء الانتخابات الليبية، وتوفير الكهرباء وتعديل سعر رغيف الخبز وإلغاء مقترح رفع الدعم عن البنزين الذى أعلنته حكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية الولاية.  تيار بالتريس الشبابى، الذى دعا للاحتجاجات، أكد أنه لن يرضى بالمساومة أو الاستغلال لتغيير مسار هذه الانتفاضة الشبابية، وأنه لم يعد لدى الشباب رصيد من الصبر تجاه الوضع المتردّى.

‎ورفض تيار بالتريس محاولة تسييس التعبير السلمى والمطالبة بالحقوق لتحقيق غايات سياسية قذرة، وفى حال عدم تلبية مطالبهم، هددوا بـ«استخدام كل وسائل التعبير السلمى عن الرأى المتاحة أمامهم بما فيها العصيان المدنى التام».

كما طالب «جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية فى ليبيا بضرورة احترام حقنا الشرعى المكفول قانونا ووفق المسودة الدستورية فى التعبير السلمى والتظاهر»، فى إشارة لمحاولات ميليشيات الدبيبة فى طرابلس تفريق المتظاهرين بعد محاصرتهم لمقر رئاسة الوزراء بطريق السكة.

وفى رد فعل منها، اعتبرت المستشارة الأممية إلى ليبيا ستيفانى ويليامز أن اقتحام مقر مجلس النواب فى طبرق أمر «غير مقبول»، داعية إلى الحفاظ على الهدوء والتعامل بمسئولية تجاه الاحتجاجات.

رسميا، أكدت رئاسة مجلس النواب الليبى «حق المواطنين فى التظاهر السلمى والتعبير عن مطالبهم سلميا.. وهذا ما يكفله لهم الدستور والقانون».

وفى الوقت نفسه، أدانت رئاسة البرلمان «قيام البعض بأعمال تخريب وحرق مقار الدولة والعبث بمقدرات الشعب الليبى وهذه جرائم يُعاقب عليها القانون».

وأشارت إلى أن أعمال التخريب «لا تمثل المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم الشرعية».

وأكدت رئاسة البرلمان أنها «تقدر حجم المعاناة التى يعيشها المواطن فى حياته اليومية وحقه المشروع فى المطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى أقرب الآجال، وهذا ما يبذل مجلس النواب قصارى جهده لتحقيقه لعودة الأمانة إلى الشعب الليبى صاحب الحق والإرادة فى ذلك».

أما المجلس الرئاسى الليبى فقد أصدر بيانا أكد فيه متابعته «الأحداث الأخيرة على كامل التراب الليبى»، موضحا أنه «فى حال انعقاد مستمر ودائم حتى تتحقق إرادة الليبيين فى التغيير وإنتاج سلطة منتخبة».

واختتم المجلس الرئاسة بيانه بقوله: «لن نخيب آمال وإرادة شعبنا بالعيش فى دولة تنعم بالأمن والاستقرار الدائم».

وقد كانت بعض المدن الليبية ضد شهدت عدة مظاهرات ضخمة بسبب تردى الأوضاع المعيشية فى البلاد وغياب الخدمات الأساسية فضلًا عن حالة الجمود السياسى.

وخرج المتظاهرون حاملين لافتات ضد كل الأطراف السياسية واتهموهم بما وصلت له البلاد من تردى الأوضاع المعيشية، بسبب المعارك السياسية التى تشهدها ليبيا منذ سقوط معمر القذافى.

وفى طرابلس، احتشد المئات من المتظاهرين فى ميدان الشهداء (الساحة الخضراء سابقًا)، حيث طالبوا بتوفير السلع الغذائية وحل أزمة الكهرباء التى استفحلت فى البلاد بعد أن وصل عدد ساعات انقطاع الكهرباء إلى أكثر من 15 ساعة يوميًّا.

وطالب المتظاهرون برحيل عبدالحميد الدبيبة ومجلس الدولة، واتهموهما بإفشال المسار السياسى فى البلاد بتنفيذ مخططات تنظيم جماعة الإخوان الرامية لإفشال الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وطالبا بمنح المجلس الرئاسى كل الصلاحيات وإعلان حالة الطوارئ وضرورة تقديم تفسير لأزمة الكهرباء وإلغاء قرار رفع الدعم عن المحروقات.

وحاولت الميليشيات الموالية للدبيبة فض التظاهرات، لكنها فشلت مع إصرار المتظاهرين على البقاء، داعين لاعتصام مفتوح لفك الجمود السياسى الراهن.

والمتظاهرون ارتدوا سترات صفراء اقتداءً بالمظاهرات الفرنسية، ودعا لتلك المظاهرات صفحة على «فيسبوك» تدعى «دولة التريس» بها أكثر من 209 آلاف مشترك.

كما شهدت مدينة طبرق شرق ليبيا مظاهرات غلب عليها الطابع السياسي، واتهم البعض فلول النظام السابق وأنصار سيف الإسلام القذافى بتحريكها.

واجتمع المتظاهرون أمام مقر مجلس النواب، وكانت الهتافات فى البداية بتحسين الحياة للمواطنين ودعمهم لمواجهة أزمة الغذاء التى يشهدها العالم، إلا أنه سرعان ما حوّلها بعض الأشخاص لتظاهرات سياسية تهاجم أعضاء مجلس النواب وحاولوا اقتحامه وإشعال النيران فيه.