الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشائعات من حروب الجيل الرابع

الشائعات من حروب الجيل الرابع

احذروا الشائعات، ولا تستأنسوا آراء المغرضين الذين يتعمدون إصابة الناس باليأس والإحباط، هناك محترفون لديهم القدرة على بث الشائعات بين الناس التى تعد أفتك الأسلحة والتى يطلق عليها حروب الجيل الرابع، ولأن هناك متربصون بالدولة الجديدة، نجدهم يتفننون فى بث ونشر الأكاذيب سواء من خلال فضائيات أو على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، وسرعان ما تنتشر الشائعة بسرعة البرق، وتتناولها الميديا على الفور، ونجد بعدها حالة تذمر ويأس وإحباط، بهدف تضليل الناس وإحداث نوع من العداء للمشروع الوطنى الجديد للبلاد.



ظاهرة الشائعات ترهق الحكومة مرتين، الأولى عندما يتحامل المواطنون على الجهة التى يقصدها المغرضون ويسعون إلى النيل منها، والثانية هى تعطيل الدولة بالرد والنفى على من أطلقوا الشائعة، وفى كلتا الحالتين إثارة اللغط والفوضى، وهذا هو المطلوب الذى يقصده المتآمرون والخونة الذين يطلقون الشائعات.

قيام المغرضين بإطلاق السراح للشائعات، على شاكلة (ولا تقربوا الصلاة) وتعمدوا إخفاء (وأنتم سكارى)، مما يجعل الحكومة تعيش فى حالة يرثى لها، فى حين أن إعمال العقل فى هذا الأمر يؤكد أن مروجى الشائعات يهدفون إلى إرباك الدولة لأن الشائعة تسرى كالهشيم فى النار، وتصيب الناس باليأس والإحباط ويتملكهم الخوف الشديد! نشر الشائعات سلاح فتاك أقل ضرر لها هو التعطيل، فلماذا نستجيب لها ونعمل لها حساباً؟!.. المفروض على هذا الشعب العظيم صاحب الوعى السياسى الناضج أن يدرك أن هذه حرب شعواء، ويجب عليه التصدى لها، بدلاً من الاستجابة لأى شائعة، ولقد مرّ زمن عدم المصارحة الى غير رجعة، ولا يمكن بعد ثورة 30 يونيه أن يُقدم أى مسئول على تطبيق سياسة خداع الناس والمفروض أن يحذر الجميع من العواقب الوخيمة التى تنتج عن الشائعات.

والحقيقة أن مصر فى حالة حرب حقيقية، ولكنها حرب ليست كالحروب المعتادة أمام عدو ظاهر وواضح، إنما العدو هو تنظيمات متطرفة سرية، وهى أخطر التنظيمات الموجودة على الساحة العالمية.. ولها طبيعة خاصة فى الحرب.. العدو المستتر المتخفى بين أهالينا وأحبائنا يعد فى حد ذاته كارثة، والتعامل مع هذا العدو يحتاج إلى تكتيك خاص، خاصة أنها عصابات مجرمة تصر على التخريب ضد الممتلكات العامة ومؤسسات الدولة وتدمير الاقتصاد الوطني.

من حق مصر أن تتخذ من الإجراءات ما يكفل لها القضاء على هذه العصابات السرية التى تحارب الدولة بكل ما أوتيت ومدعومة من دول كبرى بالخارج بهدف إحباط مصر ومنع وتعطيل خطواتها نحو بناء الدولة الحديثة وعودة الريادة لها عربيًا وإقليميًا ودوليًا. فى ظل هذه الأوضاع التى تقوم بها الجماعة الإرهابية من تخريب يجب ألا تأخذنا الرأفة أو الهوادة فى التعامل معها، بل يحق أن تتم إبادة جماعية لهذه الجماعة ومن على شاكلتها ومن تنتهج نهجها وتصرفاتها فى التخريب والتدمير..

ولذلك لا نحسب حساباً لأحد فى التعامل مع الجماعة الإرهابية، وبمعنى أدق وأوضح ألا نعير اهتمامًا أبدًا لمن يتشدقون بحقوق الإنسان سواء فى الداخل أو الخارج. هم عملاء فى الأصل للمخططات التى تهدف فى الأساس إلى تنفيذ جرائمها ضد الأمة العربية خاصة فى مصر.. وتعول على تدمير المصريين ليسهل تدمير الأمة العربية جمعاء، فلم يكفها ما فعلته فى دول مثل ليبيا واليمن والعراق وسوريا، لكن عيونهم ما زالت مفتوحة على مصر، لأن سقوطها هو السقوط الذريع للأمة العربية جمعاء! والجماعات الحقوقية لم تراع الله فى مصر ولم تعلق على التخريب المستمر الذى تقوم به الجماعة الإرهابية وسعيها الدؤوب من أجل تدمير البلاد.

ويأتى على رأس الذين يتفننون فى إطلاق الشائعات جماعة الإخوان الإرهابية، التى ماتت إلى الأبد لا يزال بها بعض المهووسين الذين يصرون على إطلاق الشائعات فى المناسبات أو أى ذكرى تمر بها البلاد، تنطلق الشائعات بشكل مكثف، ملوحة بأن لديها الخطط والتجهيز للانقضاض على أجهزة الدولة المختلفة، واستهداف رجال الدولة والشرطة والجيش، وكل ما شابه من هلوسات ولأن قيادات وأعضاء الجماعات المخابيل فقدوا صوابهم واتزانهم فهذا شىء طبيعى وأفعالهم الإجرامية باتت هى الأخرى طبيعية ولم يعد الناس يعنيهم من قريب أو بعيد هذه الأفعال الإرهابية. يبقى أن نؤكد أن هذه الجماعة لم يعد لديها ما تفعله ضد المصريين سوى إطلاق الشائعات.

والحقيقة أن أصغر طفل مصرى بات يحفظهم عن ظهر قلب ويعرف ألاعيبهم وتصرفاتهم غير الطبيعية وغير الأخلاقية. لكن الذى يجب التحذير منه والتصدى له بحق هو ترديد «الميديا» بكل أنواعها شائعات الجماعة الإرهابية، فهذا هو السلاح الوحيد المتبقى لدى الجماعة، وهو سلاح فتاك وخطير، ولا يجب أبداً بأى حال من الأحوال أن نتركه للجماعة تلوح به يميناً ويساراً، بل يجب على الفور إبطاله ودحره بكل السبل الممكنة.. وقد يسأل سائل: وهل يمكن محاربة الجماعة وإبطال سلاحها الذى تستخدمه بشأن الشائعات؟ نعم توجد خطط كثيرة لوأد سلاح الشائعات، لكن الذى يعنينى منه هو أسلوب ردع هذه الشائعات، ويتمثل ذلك فى وقف «الميديا» بكل أنواعها فضائيات وصحفًا ووسائل التواصل الاجتماعى، وتبنى خطاب الجماعة القائم على نشر الشائعات، ولذلك يجب عدم ترديد أفعالهم هذه حتى لا نحقق للجماعة هدفها دون أن ندرى.