السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لفتات حول مشاركة الرئيس السيسى فى قمة جدة للأمن والتنمية

لفتات حول مشاركة الرئيس السيسى فى قمة جدة للأمن والتنمية

حملت الكلمة الجامعة التى ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام قمة جدة للأمن والتنمية طوق نجاة للمنطقة والعالم، فقد جاءت كلماته لترسم خارطة طريق للإنسانية تعود بها الى النبع الصافى لمنظومة القيم التى أودعها الله فى خلقه وفطر الناس عليها منذ أن خلق الله آدم  والى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لا أبالغ اذا قلت إنها جاءت كأنها وحى بشرى  إيذانا  بتنبيه العالم من الأخطار التى تهدده وتحيط به وربما  تؤدى به الى الهلاك  إذا لم يعد العالم الى إنسانيته.



فى تقديرى أن العالم وقف مشدوهًا، ويقينى أنه سوف يستمر طويلًا على هذه الحالة أمام ثراء المفردات، وعمق المعانى، وتفرد المصطلحات التى حشدها الرئيس فى كلمته التى نالت استحسانًا كبيرًا، وتصفيقًا مدويًا من القادة والزعماء وخلف الشاشات العربية والعالمية التى تابعت الكلمة بالتحليل فى محاولة منها لاستنباط الحكمة، واستخلاص العبرة، واستلهام الصواب من رئيس أكبر دولة عربية وأقدم دولة على وجه الأرض، وأول حضارة فى التاريخ  ليس هذا فحسب بل يحمل  فى دواخله تراكمًا ثقافيًا، وعمقًا إيمانيًا لا يخطأه  منصف، أو راشد، أو عاقل.

 بدأ الرئيس السيسى أمام قمة جدة للأمن والتنمية متفردًا، نسيج وحده،  لا يشبهه أحد، ولا يتشابه مع أحد، لا تتطابق كلماته فيما تضمنته من جمل رصينة،  وجماليات بلاغية،  وإيحاءات سياسية هادفة  إلا ربما فقط مع كلمة الرئيس محمد أنور السادات الذى ألقاها وهو فى نشوة النصر أمام مجلس  الشعب المصرى بعد الانتصار العظيم فى حرب أكتوبر 73.

من يفهم لغة الجسد ويحلل جلوس الرئيس السيسى فى مواجهة الرئيس الأمريكى بايدن  سوف يرى بلا ادنى  شك ثقة متناهية كان عليها الرئيس السيسى  فى وقت بدا فيه جو بايدن مترددا، مرتبكا،  يحاول جاهدا أن يلملم كلماته التى ضاعت،  أو ربما نسيها أمام الكاريزما التى وهبها الله للرئيس عبدالفتاح السيسى،  فى ظنى  أن حال بايدن وهو يجلس فى مواجهة الرئيس، كمن يقول “ليس من رأى كمن سمع”.

تميزت كلمة الرئيس عبدالسيسى  بأنها عبرت عن موقف مصر والعالم العربى تجاه  قضايا العالم، وطرحت حلولا ومقترحات لمواجهة أزماته أبرزتها جميع وسائل الاعلام كما أرسلت إشارات تحمل دلالات مباشرة  دون لبس أو غموض فى كل الاتجاهات لتعلن عن موقف عربى واحد  عازم على التخلص من ركام الماضى، والتعامل بواقعية مع الحاضر، والانطلاق نحو المستقبل الذى يحمل الخير للجميع.