السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بينالى فنون الطفل.. هدية مصر إلى أطفال العالم

بينالى فنون الطفل.. هدية مصر إلى أطفال العالم

حين طالعت على موقع وزارة الثقافة الإعلان عن تنظيم بينالى القاهرة الدولى لفنون الطفل فى دورته التأسيسية الأولى العام الماضي. ٢٠٢١م، وذلك: “انطلاقًا من أهمية الفنون فى تشكيل الوجدان الإنسانى خاصة الأطفال باعتبارها أحد أهم وسائل التعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين أعلنت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة عن تنظيم الدورة التأسيسية الأولى من بينالى القاهرة الدولى لفنون الطفل من خلال قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور خالد سرور وبالتعاون مع جمعية أمسـيا للتربية عـن طريق الفن – إفريقيا والشرق الأوسط وتترأس اللجنــة العليــا الدكتورة سرية صدقى والقوميسر العام الدكتور أحمد حاتم وذلك تحت عنوان “مكانى المفضل”، حينها سعدت أيما سعادة بهذه الخطوة المهمة على طريق الاهتمام الحقيقى بالطفل المبدع على وجه الخصوص تلبية لما طالبنا به كمهتمين حقيقيين بالأطفال وفنونهم التى تعمل على تنمية وجدانهم وإثراء ملكاتهم الفنية والروحية وإطلاق المخيلة لديهم للوقوف على أهم معالم عالمهم الذى ينسج إبداعاتهم مرورا بجميع تلاوين الفنون كل وفق موهبته.



   وقد تضاعفت سعادتى وسعادة كل المثقفين والمبدعين المعنيين بما حققه من نجاح وإقبال من المبدعين الصغار من كل أنحاء العالم آنذاك، لذلك كان من الطبيعى أن ينظم البينالى للعام الثانى على التوالى لتتضافر نجاحاته مع الدورة الأولى وما حققته هذه التظاهرة الدولية من فتح آفاق للتواصل بين الطفل المصرى وأقرانه فى دول العالم_ على حد قول وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم التى قدمت هذا البينالى للعالم بوصفه هدية مصر إلى أطفاله يقينا منها أن استحداث محفل دولى يجمعهم على أرض أقدم الحضارات يأتى إيمانًا بقدرة الإبداع على تهذيب النفس وإعداد أجيال قادرة على الارتقاء بالمجتمعات،  فالفنون أداة للحوار تتجاوز حدود اللغات وتسعى لتكوين الوعى وغرس القيم النبيلة والمثل العليا فى الوجدان خاصة النشء الذين يمثلون ركيزة الأوطان، وقد ظهر بينالى القاهرة الدولى لفنون الطفل للنور “كإحدى ثمرات التوجهات الهادفة إلى التعاون بين الأجهزة الرسمية للدولة ومؤسسات المجتمع المدنى لتحقيق محاور التنمية المستدامة”.

 وقد أقيم البينالى هذا العام برعاية السيدة انتصار السيسى قرينة رئيس الجمهورية وتحت شعار “صورة من بلدى” وافتتحته  وزيرة الثقافة، وتوجهت بالشكر للسيدة الفاضلة  قرينة رئيس الجمهورية على “رعايتها الكريمة للبينالى ودعمها الدائم للأنشطة والفعاليات الهادفة لخلق أجيال قادرة على صون مقدرات الوطن وتجسيدا لإيمان الدولة بقيمة الإبداع كإحدى ركائز التنمية”.

وأضافت: “أن البينالى يمثل تظاهرة فنية دولية تفتح آفاقا للتواصل بين الطفل المصرى وأقرانه فى دول العالم، مشيرة إلى الحرص على إتاحة الفرصة للأطفال من ذوى القدرات الخاصة للمشاركة باعتبارهم جزءا مهما من نسيج المجتمع، وأشادت بالمستوى المميز للأعمال المشاركة والتى تعكس قدرات فنية متفردة لأجيال واعدة، كما وجهت وزيرة الثقافة بضرورة اجتماع اللجنة العليا للبينالى لبحث إمكانية زيادة عدد الجوائز على الحد المقرر له وذلك لإتاحة المزيد من الفرص والمشاركات للأطفال خاصة بعد الأعداد الضخمة للأعمال التى تم تقديمها للمشاركة”.

وباستعراض ما تقدم به أطفال العالم المشاركون من لوحات وبعد إعلان الفائزين وتوزيع الوزيرة الجوائز وسط حالة من الفرح العارمة، تلاحظ قدوم كل طفل بـ(حكاية) وراء كل صورة تعبر عن متطلباته فى اختيار الموضوع واستخدام الألوان والخطوط وظهرت حماستهم وولعهم بالمشاركة الرسمية للاستمتاع بأجواء تنافسية جميلة بينهم وبين نظائرهم أخرجت منتجا فنيا عالى القيمة تباهى به صاحبه وتوجت الجوائز رأسهم ورأس بلدانهم.

ونحن  بدورنا نوجه الشكر والتحية كلمة بكلمة للسيدة الرائعة انتصار السيسى الأم الحنون لأطفالنا على رعايتها الجميلة لهذا الحدث الثقافى المهم مما أضفى أهمية عظمى له وكان موضع أنظار العالم... ولمعالى الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم شكر موصول على تأسيس بينالى دولى لفنون الطفل يضع الطفل نصب أعين الدولة، وكذا كل من تعاون من أجل إنجاحه.

وهنا أؤكد من جديد على أن أطفالنا هم رجال الغد الذين سيؤول إليهم زمام ومقاليد الأمور، ونساء الغد من أمهات يعددن أجيالا تحمل مشاعل المستقبل، كل ما نتمناه  طمعا ورغبة فى تحقيق المزيد من العناية والمكاسب للطفل المصرى الذى نصب لجام اهتمامنا عليه بعد ما انتبهنا إليه من ضرورة احاطته بكل رعاية ممكنة على صعيد الواقع، مبادرة قومية تتبناها الدولة بإنشاء “وزارة الطفولة” لا تكون قاصرة على مراكز الرعاية الصحية وقيد المواليد فقطـ مع احترامنا الشديد للمجلس القومى للأمومة والطفولة الذى نرى أن دوره ليس كافيًا فى هذا المجال ـ بل تكون وزارة مستقلة أسوة بما هو قائم الآن لـ”وزارة الشباب والرياضة”، لتكون حلقات السلسلة العمرية متوالية متسقة مع ما هو مطلوب للأجيال الصاعدة من سلامة الصحة النفسية والفنية، وإيجاد فنون تعمل على إحياء التشكيل الغائب لوجدان الإنسان المصرى منذ لحظة ميلاده، ويملأنى الأمل بقرب الاستجابة لهذا المطلب فى خضم هذا الاهتمام رفيع المستوى بالطفل من الدولة المصرية.

رئيس قسم الإنتاج الإبداعى الأسبق بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد كتاب مصر