
هناء فتحي
قالوا له: معندناش جرائم شرف
ولا تدرى إن كنت ستلعن أو تبارك ثورة وسائل الاتصال التى جعلتك كعفريت الفانوس تلف الدنيا فى وهلة وتعرف أخبارًا مزلزلة وتصدق فى حقيقة الغول والعنقاء والخل الوفى وتقسم بأنك قد قابلت الثلاثة على محطة الأتوبيس، وتدخل بلا استئذان بيوت الناس الموصدة فى آخر الدنيا، الناس الذين لا تعرفهم، ولم تعد (الحيطان لها ودان) لأنه لا توجد حيطان فى مبانى الفيس وتويتر، وصرت تعلم ما الذى يدور فى أربعة أرجاء الدنيا بيتا بيتا حتى فى خزانة بيت ترامب حيث تختبئ الصناديق التى تحوى وثائق سرية تلك التى نقلها أوسرقها من البيت الأبيض إلى بيته بفلوريدا …أنت صرت تصنع وسائل إعلامك.
ولسوف تكتشف أنه لم يعد للبيوت حُرمَة، وأن انتشار وذيوع الجرائم الجنسية صارت كـ(قزقزة اللب والتسالى) حتى حكايات جرائم زني المحارم شديدة الخصوصية والكتمان صرت تعرفها كما تعرف حكايات حرامية الغسيل.
فى أسبوع واحد مابين آسيا وإفريقيا وأمريكا، مابين الهند وزامبيا وأمريكا تلفُ تلف نفس الجريمة، تكاد تكون قد حدثت بحذافيرها فى القارات الثلاث لولا اختلاف أسماء الناس ولغاتهم وبعض التفاصيل، ولسوف تتأكد بأن العالم لم يرتقِ ولا يزال يعيش بكامل همجيته، ويمارس غرائزه الشاذة دون رادع أخلاقى أودينى، كأنه لم يغادر سنينه الآلاف الأولى، لكنه حريص على ارتداء أحدث ملابس الموضة، والسكن فى أماكن حضرية ولا ينسى أن (يعوج لسانه ويرطن) باللغات واللهجات كى يبدو ابن طبقة وابن حضارة.
1- الزوجة “برودنس داكا”من زامبيا تعترف للشرطة هذا الأسبوع بعد محاولات تهرب وإنكار لمدة عام من جريمة قتل زوجها” كلارنس زولو” بمساعدة ابن أخيها،ضربته بقضيب حديدى على رأسه أفنى حياته فى الحال، الزوج المصاب بالإيدز والذى اعتاد اغتصاب ابنتهما ذات الـ 12 عاما، وعليه فقد قامت الزوجة بقطع رقبته وذراعيه ورجليه وفصله من المعدة إلى جزأين ثم وضعته فى سيارة نصف نقل وقادته إلى مكان بعيد وألقت بالجثة فى الأدغال.
2- الزوجة من الهند يوم 18 أغسطس تقطع الأعضاء الجنسية لزوجها بسكين المطبخ إثر محاولته اغتصاب ابنتهما البالغة 14 عامًا، وتركته يرقد فى حالة حرجة بأحد مستشفيات الهند، وتعترف بفعلتها فى المحكمة دون لف ولا دوران بالجريمة، ولا تزال باقى معلومات القضية سرية ومُعتّم عليها، ولم ترد من المحكمة للآن اسم الزوجة ولا الزوج ولا الابنة ولم يحصل الزوج على محاكمة حتى يفيق من غيبوبته.
3- الزوجة سابقًا والمطلقة حاليًا “باتريشيا أوينز“ الأمريكية الجنسية وتعيش فى دالاس توقع بزوجها المصرى الأمريكى الجنسية “ياسر عبد السيد” 65 عامًا والذى قتل ابنتيه “أمينة” و”سارة “ فى العام 2008 وظل هاربًا بين الولايات منكرا الجريمة برمتها، وحين أوقعته المحكمة هذا الأسبوع بكامل الأدلة اعترف بأنه قتل ابنتيه بالرصاص داخل التاكسى الذى يمتلكه دفاعًا عن الشرف، مؤكدًا للمحكمة أنها (جريمة شرف) لأن ابنتيه رفضتا الانصياع للتقاليد الإسلامية وصاحبتا شابين من ديانة مختلفة، قالت له المحكمة: معندناش فى القانون الأمريكى: (جريمة شرف)، وكانت الزوجة التى حصلت على الطلاق قد هربت بالابنتين إلى ولاية أخرى حين اكتشفت عام 1998 أن زوجها كان يغتصب ابنتيه، وأرسلت الحكاية بالتفصيل مكتوبة بالإيميل وموجهة لأحد معلمى المدرسة التى كانت تلتحق بها البنتان وتعترف للمعلم بأنها ستهرب بابنتيها لولاية أخرى ولسوف تلحقهما بمدرسة أخرى لأن والدهما المصرى المسلم الديانة يغتصبهما، واستطاعت الزوجة أن تحصل على الإيميل القديم الذى أرسلته منذ 24 عامًا والمسجل فى سجلات ووثائق المدرسة بمدينة (دالاس) وهوما واجهته به المحكمة فاعترف بقتل ابنتيه خوفًا من أن تقتلانه بمساعدة أمهما، وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة فى جريمة قتل ابنتيه وليس فى جريمة شرف.