رشاد كامل
حواديت الدور الثالث ترويها آمال علام!
كنت أعرف أن الأستاذة «آمال علام» صاحبة صوت مميز وساحر لا تخطئه الأذن وهى تستمع إليها عبر عشرات البرامج المهمة والممتعة فى إذاعة صوت العرب منذ التحاقها به مذيعة شابة بلا واسطة ولا سند سوى طموحها المشروع.
ولم أكن أعرف إنها كاتبة متمكنة صاحبة أسلوب ذكى - مثل صوتها - إلا عندما أنتهيت من قراءة كتابها مولودها الأول «حواديت الدور الثالث» وتقصد به مقر إذاعة صوت العرب. بنفس البساطة التى تتحدث بها فى برامجها جاءت حواديت «آمال» بسيطة وممتعة ومدهشة من خلال حواراتها الإذاعية مع نجوم الأدب والفكر والصحافة منشورة فى 248 صفحة، روت آمال مواقف وطرائف مع ضيوفها فى البرامج التى قدمتها وفيها «صباح الخير يا عرب» و«الليل المفتوح، أول مكالمة، وحياتى مسرحية وحلم ليلة» وغيرها.
وفى إحدى حواديتها تقول: أيها الأخوة شعار صوت العرب تسبق تقديم أى فقرة، وأول نوبة عمل نطقت فيها على الهواء بتقديم أغنيتين كانت فترة الضحى.
فى بداية كل شيفت أبدأ فى حساب عدد الكلمات التى سأنطق بها وانتهجت مبدأ أتكلم قليلا تغلط قليلا، مثلا أيها الأخوة تغنى «شادية» بوست القمر من غير اسم المؤلف ولا الملحن سادة كدة، واستمرت هذه الطريقة معى فترة طويلة، إلى أن جاء يوم كنت فى «شيفت» فترة الخصام، تبدأ هذه الفترة من الساعة العاشرة والنصف مساء حتى الثانية والنصف بعد منتصف الليل موعد إغلاق المحطة!
قدمت أغنية من أجمل أغنيات نجاة «آه لو تعرف» بدون مؤلف ولا ملحن، وفجأة وجدت المهندس يشير إلىّ ردى على التليفون، رفعت السماعة، بصوت رخيم يقول لى: مقولتيش اسم الملحن ليه، كادت السماعة تقع من يدى - مثل ماجدة فى فيلم المراهقات» إنه الموسيقار محمد عبدالوهاب - يا للهول - الأغنية من ألحانه اتصل ليسأل: ليه المذيعة لم تذكر اسم الملحن؟
اعتذرت له، حتى بعد أن انهى المكالمة كنت بعتذر وختمت الأغنية باسم المؤلف والملحن، وبعد هذه الواقعة كنت حريصة على ذكر ثلاثى الأغنية: مؤلف وملحن ومطرب!
ومن الأشياء ذات الدلالة التى توقفت أمامها فى حواديت آمال علام «موضوع بين الممنوع والمسموح» فى الأغانى التى تذاع فتقول: الأغنيات المحظورة يوضع بجوارها كلمة «ممنوعة» بين قوسين، منها مثلا أغنية «التليفون» للفنانة شادية والسبب غريب، تقول شادية فى الأغنية «مخاصمنى بقاله مدة وفى ليلة الشوق نادانى كلمته سمعت حسه وقفلت السكة تانى»، والمبرر أن الأغنية تشجع على المعاكسات التليفونية، مبرر غريب!
وفى أحد الشيفتات دخل مدير عام التنفيذ إلى الأستديو وكانت أغنية عبدالحليم حافظ «أول مرة تحب يا قلبى» تذاع على الهواء كما هو وارد فى البرنامج اليومى، وفى الأغنية الكوبليه الثالث يقول فيه عبدالحليم حافظ «لسه شفايفى شايلة سلامك.. شايلة أمارة حبك ليا»! بغضب شديد قال لى: إزاى تذيعى الأغنية دى وتسيبى «لسه شفايفى»؟! رديت عليه: الأغنية موجودة على البرنامج اليومى.. هو أنا هعمل مونتاج لأغانى عبدالحليم!
طلب منى كتابة ملحوظة فى الأغنية لمعاقبة من وضع الأغنية على البرنامج اليومى، وأضاف فيه أغنيات لا تذاع، فيها خدش للحياء العام منها الأغنية دى، وأغنية «بمبى» بتقول فيها سعاد حسنى «بوسة ونغمض ويالا» دى كلمات صلاح جاهين معقول ممنوعة، لم أقتنع بالأسباب المعلنة عن سبب حظر هذه الأغنيات!! لابد من إطاعة الأوامر.. تمام يا فندم».
وتبقى من حواديت آمال علام الممتعة والمبهجة حواديت نجوم السينما وعالمهم.. ولا تزال المتعة مع كتاب آمال علام لا تنتهى، كتاب ممتع ومهم يستحق القراءة!
