السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 الثورة الصناعية الخامسة

الثورة الصناعية الخامسة

فى عام 2016 ظهر مصطلح الثورة الصناعية الرابعة على لسان كلاوس شواب رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادى العالمى World Economic Forum (WEF) والذى نجد فيه- أى هذا العصر- العديد من المصطلحات المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد والطائرات المسيرة (Drones) والحوسبة السحابية وتحليل البيانات الكبيرة أو العملاقة (Big Data Analysis), وهى التى ترتكز على هذا الكم المهول من البيانات والمعلومات والتى تعتبر بحق هى بترول العصر الحالى إذا أحسن استغلالها بداية من عمليات الجمع والتنقيح والتحليل, ومن ثم إمكانية استخدام الناتج فى وضع بدائل لاتخاذ القرارات المستقبلية المصيرية والعادية لضمان أفضل استفادة ممكنة من تلك التقنيات.



ولم تمض سنة واحدة إلا وبدأ العالم فى الحديث عن الثورة الصناعية الخامسة التى لا يزال العالم حتى اليوم يحاول أن يوجد لها تعريفات محددة وفارقة عن التعريف الخاص بالثورة السابقة, إلا أن الحديث عن تلك الثورة قد تصاعد كثيرًا بعد أن بدأت معالم عصر المعلومات خلال فترة وباء كورونا وما بعدها فى الظهور، لن أتحدث اليوم عن الثورة الصناعية السادسة أو السابعة, ففى تقديرى أن إطلاق تلك المصطلحات والمسميات على عصرنا الحالى أو على السنوات القليلة المقبلة هو نوع من التنظير والاستعراض والتزايد, وهى كلها صفات توحى بأن الأمر لا يعدو مجرد محاولة للفلسفة وإضفاء قدر من الغموض والأهمية على مستقبل غير واضح المعالم بصورة كبيرة كما يحاول المتخصصون أن يوحوا به لغير المتخصصين.

فاسترجاع تعريفات الثورات الصناعية السابقة- أول ثلاث ثورات - نجد أن كل ثورة منها تتميز باختراع محدد قامت عليه تلك الثورة بالفعل- بخار أو كهرباء أو تكنولوجيا المعلومات - ولكن ولأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد تطورت كثيرًا منذ بداية ثورتها- الثالثة- تطورًا كبيرًا بظهور التقنيات المذكورة فى أول المقال, فإن ملامح هذا التغير قد تسمح لنا بإطلاق مصطلح الثورة الصناعية الرابعة بشىء من الثقة والموضوعية والاتساق مع ماسبق، إلا أن الأمر ليس كذلك مع الثورة الصناعية الخامسة- وبالتبعية مع ما يليها من ثورات - فالأمر لا يعدو أن يكون مجرد مزيد من التطبيق لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة, حيث تزيد العلاقة بين الإنسان والآلة, وتشمل أيضًا بزوغ عدد من الوظائف المستحدثة والتى يطلق عليها وظائف المستقبل طبقًا للتقرير الشهير الذى أصدره المنتدى الاقتصادى العالمى فى 2018 بعنوان «وظائف المستقبل».

فالحديث عن تغيير أنماط العمل والانتقال بصورة أكبر إلى اعتماد تقنيات العمل عن بعد والمزيد من الاستخدام لتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد والاستغناء عن عدد من الوظائف مثل, خدمة العملاء واستبدالها بالآلة Chatbots , وكذا أيضًا زيادة الأشياء المرتبطة بشبكة الإنترنت والمعروفة بإنترنت الأشياء Internet Of Things (IOT)  وغيرها من الأمور, مثل تغول الآلة وازدياد الاعتماد على الروبوتات والانتقال إلى عوالم افتراضية جديدة كالميتافيرس وغيرها قد يعطى البعض بعض الحجة فى تسمية هذا العصر المرتقب بعصر الثورة الصناعية الخامسة. وللحديث بقية.