الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 تقرير التنمية البشرية 2022... أوقات ملتبسة

تقرير التنمية البشرية 2022... أوقات ملتبسة

أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائى تقرير التنمية البشرية 2021/2022 وتحديدا فى الثامن من سبتمبر هذا العام تحت عنوان «أوقات ملتبسة... حياة مضطربة» Uncertain times, unsettled lives  أو تشكيل المستقبل فى ظل عالم متغير Shaping our future in a transforming world، والمقصود بالطيع هو باء كورونا الذى يدخل عامه الثالث بالإضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية وما نجم عنها من تأثيرات مختلفة لم تسلم منها دولة من دول العالم كما لم تسلم أى دولة أيضا من المتغير الثالث والمقصود به التغيرات المناخية التى يشعر الجميع بها وأصبح أكثر إدراكا لخطورتها الحالية والمستقبلية على حد سواء.



ولأن التقرير دأب منذ صدوره لأول مرة قبل 32 عاما من اليوم بوضع تيمة رئيسية للتقرير فلقد جاءت تلك المرتبطة  بتقرير عام 2019 عن المساواة وتلك الخاصة بتقرير عام 2020 كانت مرتبطة بالمناخ وتأثير التدخل الإنسانى فى هذا المجال، أما تقرير هذا العام فإن التيمة الرئيسية تعكس المتغيرات الجديدة كما سبق الإشارة كما تتناول أيضا التغيرات المناخية والتى وصلت نتائجها إلى مراحل لا يمكن استمرار الحياة على كوكب الأرض بنفس الأسلوب على الإطلاق.

فالحياة المضطربة التى نحياها هذه الأيام تتنوع بين اضطرابات سياسية واقتصادية وبيئية واجتماعية وصحية كما تشمل أيضا توقعات بمستقبل قريب قد يحتوى على المزيد من درجات الاضطراب فى تلك المجالات وربما أكثر. وهو ما تشير إليه أرقام المؤشر العام والذى دأب على الصعود والارتفاع منذ عام 1990-تاريخ أول تقرير- وارتفع أيضا عام 2008 متعافيًا من الأزمة المالية العالمية التى لم تترك أى إثر يذكر عليه واستمرت الأوضاع فى الارتفاع  حتى عام 2019 عندما بدأ فى التناقص واستمر فيه حتى وصل إلى القيمة التى كان عليها فى عام 2016 تقريبا.

يظهر التباين وعدم العدالة فى التوزيع جلية فيما يتعلق بالحصول على المصل الواقى من الكورونا والذى وصلت نسبة الحصول على جرعة واحدة على الأقل إلى 75% من إجمالى عدد السكان فى البلدان ذات الدخل المرتفع مقارنة بنحو 21% فقط فى البلدان ذات الدخل المنخفض وهى أرقام لها دلالة مهمة وتبعات كبيرة أيضا،كما ارتفعت التوقعات السلبية للأحداث وتأثيراتها بصورة غير مسبوقة تخطت فيها تلك التى كانت موجودة إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية وغيرها من الأزمات السابقة بمراحل، كما ارتفعت معدلات عدم الإحساس بالأمان فى أغلب دول العالم بما فيها الدول ذات القيمة المرتفعة للمؤشر الخاص بها. غدا نكمل