الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفيلر والفلتر

الفيلر والفلتر

الفيلر هو أحد الإجراءات التجميلية غير الجراحية والتى تتم من خلال حقن أجزاء من الجسم وخاصة الوجه لتخفيف التجاعيد وتحسين المظهر وإضفاء نضارة وامتلاء للجزء المحقون أيضا، هذا لا يقارن بالعمليات الجراحية التجميلية والتى تحدث فارقا كبيرا وملحوظا فى الوجه، وباقى أعضاء الجسم أيضا وهو فرع بسيط من فروع طب التجميل والذى يشمل إصلاح العيوب الخلقية أو إرجاع الشكل إلى أصله بعد العمليات الجراحية أو الحوادث بأنواعها المختلفة.



فى الماضى ثار جدل ديني حول هذا الفرع من الطب وهل ما يحدثه فى شكل الإنسان يمكن أن يعتبر أحد أنواع التغيير فى خلق الله أو نوع من الخداع أم لا وهو الرأى الذى اختلف حوله الفقهاء بين إباحة تامة بلا شروط أو تحريم تام قاطع قطعا لا نفاش فيه وبين هذا وذاك من درجات التحريم والحل والإباحة المختلفين وهو جدل دار ويدور وسيدور إلى أن يرث الله الأرض وما عليها وخاصة لأنه قد يقع أحيانا تحت بند الخداع والتجمل الواصل إلى مرحلة الكذب والتدليس وفى جميع الأحوال وحتى وقت قريب كان هذا الأمر خاص بالسيدات فقط وهو ما تغير كثيرا فى الفترة السابقة بدخول الرجال إليه وإقبالهم على إجراء عمليات جراحية متعددة بدأت بإصلاح للعيوب ووصلت مؤخرا إلى التجميل والبحت من أجل إضفاء الشكل الشبابى أو الحصول على بعض الملامح الموضة مثل طابع الحسن وإبراز عظام الفك وغيرهما الكثير.

بالطبع يحتاج هذا الأمر إلى أموال طائلة فى أغلب الحالات كما يحتاج إلى إعادة إجراء بعض تلك العمليات كل فترة زمنية تبدأ من ثلاثة أشهر وقد تصل إلى عامين، ظهر أيضا مصطلح «البوتكس» وهو عبارة عن مادة يتم استخلاصها من بعض أنواع البكتيريا ليتم حقنها فى الأماكن التى تحتوى على تجاعيد فتعمل على إرخاء العضلات فى هذا المكان مما يقلل من تلك الخطوط والتجاعيد خلافا للفيلر والذى يستخدم لملء الفراغات أو إعطاء الوجه أو العضو المحقون حجم أكبر من حجمه الأصلى وهو ما يمكن أن يقوم به أخصائى أو يقوم به الفرد بمفرده فى المنزل.

أما فى عصر شبكات التواصل الاجتماعى فإن الأمر قد أضحى أكثر سهولة ويسراً وتظهر نتائجه فى ثوان معدودة، وذلك من خلال استخدام فلاتر Filters موجودة فى أغلب تلك البرامج وهى التى تستطيع عمل أضعاف ما يمكن عمله من خلال طب التجميل وربما ما لا يستطيع هذا الفرع من الطب أن يحققه مثل تغيير لون العينين أو لون الجلد كما أن هذه الفلاتر تمكن من تغيير حجم العينين والفم والأنف وعظام الفك ولون الأسنان والشعر بضغطة زر بسيطة، والمشكلة هنا أن حمى الفلاتر قد اجتاحت تلك الشبكات بصورة هستيرية حتى أننى قابلت أحد الأشخاص الذى قام بتعريفى بنفسه ولم أتمكن من تمييز وجهه الحقيقى بعيدا عن تلك الفلاتر التى يستخدمها على صفحته باستمرار.

والحقيقة أن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة مستفيضة من علماء النفس وأطباء الأمراض النفسية والعصبية وقد لا أزيد أن قلت إن علماء الاجتماع ورجال الدين يحتاجون إلى رصد تلك الظاهرة أيضا وتفنيد الأمر بدون مغالاة أو تهويل.