الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 الذكاء الاصطناعى وكشف المخالفات

الذكاء الاصطناعى وكشف المخالفات

منذ عدة أيام طالعتنا المواقع الإخبارية بخبر عن قيام إحدى شركات البرمجيات الفرنسية بالتعاون مع شركة جوجل  بتطوير تطبيق يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعى يقوم بمسح تسع مناطق بفرنسا من أجل اكتشاف وجود حمامات سباحة غير مسجلة لدى السلطات الفرنسية وهى التى تقوم بتحصيل مبلغ 200 يورو سنويا لحمام السباحة الواحد، أشار الخبر إلى أن عدد حمامات السباحة غير المرخصة قد بلغ نحو 20 ألف حمام ما يضيع على ميزانية الدولة ما لا يقل عن 10 ملاييون دولار سنويا يشمل مبلغ الترخيص ومبلغ غرامة عدم الابلاغ.



ليس هذا هو الجزء الوحيد الذى تقوم تلك البرمجيات باكتشافه بل إنها تستطيع أيضا أن تصل بدرجة دقة تسمح لها باكتشاف أى توسيعات فى الشرفات أو أى بناء مخالف والحقيقة أنه بالرغم من أن الخبر قد يبدو طريفا إلا أنه يؤسس لأهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى مجالات أخرى مرتبطة، ففى السابق لم يكن يمكن لسلطات أى دولة أن تقوم بإعداد لجان ميدانية للمرور على كل المواقع من أجل الرقابة وضبط المخالفين هذا من حيث عدد تلك اللجان وكذا أيضا نتيجة إمكانية التغير المستمر الذى يقوم به المخالفون بعد انتهاء عمل اللجان مباشرة.

أمر آخر مرتبط بالبناء المخالف أو  بزراعة المحاصيل ضمن السياسة الزراعية حيث يمكن اكتشاف حجم المخالفات وكذا أيضا تقدير كمية المحاصيل المختلفة المتوقعة كل عام زراعى وهى بيانات مهمة جدا يمكن للدولة من خلال معرفتها بصورة استباقية أن تستطيع التعرف على حجم الإنتاج وتقدير الفجوات بين الكميات المتوقع إنتاجها والكميات المطلوبة كما يمكن ربط ذلك بسياسات التوسع فى زراعة الأصناف المختلفة من خلال أحداث التوازن المطلوب وتجنب زيادة الإنتاج أكثر من اللازم بالنسبة لمحصول ما وقلة الإنتاج بصورة كبيرة لمحصول آخر.

الذكاء الاصطناعى أيضا يمكن أن يساهم فى رسم صورة للكثافات المرورية على الطرق السريعة والطرق الداخلية أيضا وهو ما يمكن استخدامه من أجل خطط التطوير فى هذا القطاع الحيوى ناهيك عن المخالفات والحوادث المرورية وتحليلها من أجل عمل تدخلات مناسبة لتقليل حدوثها فى المستقبل.

هل تبدو الأمور السابقة بديهية؟ ربما تكون كذلك بالفعل وهنا قد يتساءل القارئ العزيز لماذا لم يتم اعتماد تلك الأنظمة منذ عشرات السنين والإجابة البسيطة هى أن الإمكانيات الفنية للشبكات وقدرة الحواسب الآلية والبرمجيات لم تكن لتسمح بتنفيذها مثلما هو الأمر هذه الأيام وعليه فإن المستقبل القريب سيحمل الكثير من التطبيقات لتلك الأنظمة تاركا من لا يؤمن بها خارج التاريخ وخارج المنظومة الحضارية المتكاملة ولا أزيد إن قلت وخارج الذكاء والمنطق أيضا.