الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
 هل تتنصت شبكات التواصل الاجتماعى علينا؟ (1-2)

هل تتنصت شبكات التواصل الاجتماعى علينا؟ (1-2)

ما من يوم يمر على مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى إلا ويزداد لديهم اليقين بأن تلك التطبيقات تتنصت على ما يفعلون وما يقولون خارجها أيضًا، حوار متكرر أن تجد أحد الأصدقاء يقسم بأغلظ الإيمان أنه كان فى حديث مباشر مع أحد الأصدقاء حول أمر ما، تاركًا هاتفه المحمول جانبًا- أو حتى مغلقًا- ثم بعد سويعات قليلة يجد أن تطبيقات التواصل الاجتماعى قد بدأت فى عرض إعلانات أو روابط لصفحات متخصصة فى المنتجات أو الموضوعات التى دارت فى حواره المباشر.



هذا الحوار قد يشمل الحديث عن حاجته إلى شراء حذاء أو جهاز حاسب أو زجاجة عطر أو حتى أبدى فيه رغبته فى استكمال دراسته، والحقيقة أن هذا التخوف-أو فلنقل اليقين-بأن تلك التطبيقات تتنصت وتتجسس على ما نقوله ليس اعتقادًا محليًا فقط بل إن أغلب مستخدمى تلك الشبكات لديهم نفس القناعة وهو أمر تظهره استطلاعات الرأى ومنها استطلاع قامت به جريدة The Sun البريطانية منذ عام تقريبًا والذى أوضح أن 78% من المستخدمين يعتقدون بأن تلك التطبيقات تتنصت وتتجسس ونحو 12% لا يعتقدون فى الأمر فيما أفاد 10% بأنهم لا يعرفون.

هذا الأمر ينفيه تمامًا القائمون على تلك التطبيقات ومنها تطبيق الفيسبوك الذى يقول المتحدث الرسمى باسم الشركة «ميتا» إن هذا لا يحدث فالفيس بوك لا يستخدم المايكروفون الموجود فى الهواتف لاستراق السمع أو لتسجيل ما يدور مثلما يشيع الكثيرون وأن استخدام المايكروفون الموجود بالهاتف من قبل التطبيق يتم من خلال صلاحية يمنحها المستخدمون ويمكن لهم إيقافها متى أرادوا، وأن توجيه الإعلانات إلى المستخدمين يتم بناء على تفضيلاتهم وما يضعونه طواعية من معلومات عنهم ومنها مجالات الاهتمام.

والحقيقة أنه وبالرغم من النفى القاطع إلا أن الإمكانية الفنية لاستخدام المايكروفون ممكنة جدًا حتى وإن أوقف المستخدم تلك الصلاحية لتطبيقات التواصل الاجتماعى كما أن بعض الأقاويل تحدثت عن توظيف تلك التطبيقات لعدد من الموظفين الذين يجيدون اللغات المختلفة  ليستمعوا إلى تلك المحادثات وهو ما لم يمكن إثباته أو نفيه أيضًا.

وفى تقديرى فإن الاستماع إلى ما نقول حتى وإن لم يكن حقيقيًا فإنه يعد أبسط كثيرًا وأقل خطورة مما هو عليه الحال بالفعل، فتلك التطبيقات تعلم عن المستخدمين الكثير بداية من المعلومات الشخصية التى يضعونها طواعية على صفحاتهم بالإضافة إلى الموقع الجغرافى إلا أن الأمر الأكثر خطورة والذى يمكن لها من خلاله توجيه الإعلانات والصفحات ذات الصلة ليس التنصت على ما نقول ولكنه ببساطة «تحليل ما نفعل». غدًا نُكمل