من ذاكرة التاريخ.. الجيش المصرى عبر العصور(6)

استعاد أحمس الأول صلات مصر بتجارة أهل الشام وكريت ثم تجارة بلاد النوبة واستقرت أحوال مصر، وحكمت سلالة الأسرة الثامنة عشر التى أنشأها أحمس الأول نحو مائتي وخمسين عامًا (1550-1298 ق .م) كان جيش مصر فيها هو الذى حافظ على كيان مصر وإمبراطوريتها الشاسعة طوال هذه الفترة ففى عهد ابنه امنحوتب الأول قام بثلاث حملات إلى النوبة بحيث توغل فى الجنوب حتى وصل إلى الشلال الثالث للنيل لتوسيع حدود مصر إلى هناك وإلى الشمال قام بحملات إلى سوريا وفلسطين وفى الغرب قام بحملة ضد الليبيين.

وبعد أن تولى من بعده تحتمس الأول الحُكم، تمردت النوبة ضد الحكم المصرى وكما جاء فى سيرته الذاتية من مقبرة أحمس بن إبانا، (سافر تحتمس إلى أعلى نهر النيل وقاتل شخصيًا فى المعركة، وقتل الملك النوبى).. بعد تلك الحملة، قاد حملة ثانية ضد النوبة فى عامه الثالث وقد ساعد هذا فى اندماج النوبة فى الإمبراطورية المصرية. وسُجلت هذه الحملة على نقشين منفصلين، وفى العام الرابع من حكمه وسع نفوذه حتى أقصى الجنوب، حيث تم العثور على نقشً يعود إلى فترة حكمه جنوبًا، جنوب الشلال الرابع.

كما خاض تحتمس الأول أيضا حملة على سوريا وبعد هذه الحملة، أعلن الأمراء السوريون الولاء لتحتمس.

وفى عهد تحتمس الثانى الفرعون الرابع  قام بعد توليه الحكم بالقضاء على العصيان والتمرد فى كوش بالنوبة ونصب لوحة بانتصاراته عند الشلال الثالث. وقد عمد إلى تأمين حدود مصر الشرقية ومناجم النحاس فى سيناء، كما قام بحملة إلى سورية على البدو (شاسو) الذين يعيشون على الحدود السورية، وكانت فلسطين منطقة نفوذ المصريين فى ذلك الوقت ثم تولت الحكم من بعده زوجته حتشبسوت.

وكان السائد فى عصرها، هو السلام والرفاهية وازدهار الحركة التجارية مع دول الجوار، فلم تكن تميل إلى سياسة الغزو الخارجى لكن سجلت بعض الحملات العسكرية القليلة فى عهدها، التى كانت أغلبها حملات تأديبية، بالإضافة إلى حملة عسكرية واحدة مسجلة فى عهد حتشبسوت قام بها تحتمس الثالث وهى الاستيلاء على غزة وكان ذلك بالقرب من نهاية حكمها. وفى بعض المخطوطات مثل مخطوط وجد فى مقبرة المهندس (سنّموت) الذى صمم وأشرف على بناء معبد الدير البحرى عن حملات تأديبية فى النوبة وبعض البلاد الأخرى التى كانت تحت السلطة المصرية، ومنها حملة تأديبية على النوبة فى بداية حكمها، وقامت بها حتشبسوت، ورد ذلك فى مخطوط لرئيس الخزانة تيى وحملة تأديبية على سورية وفلسطين، طبقا لمخطوط فى الدير البحري، مضافا إليها حملة ضد تمرد فى النوبة فى العام 20 من حكمها مكتوبة على (لوحة تومبوس).