الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 الملكية الفكرية والقيم الإنسانية 1-2

الملكية الفكرية والقيم الإنسانية 1-2

توجد مجموعة من القواعد العامة لكل تطبيق من تطبيقات التواصل الاجتماعى تسمى بسياسات الاستخدام وهى السياسات التى يجب على المستخدمين الالتزام بها لضمان استمرار نشاطهم على تلك التطبيقات، هذه السياسات يصفها الخبراء بأنها «عامة» أكثر من اللازم كما يستطيع المراقبون وصف عملية تنفيذها بأنها عملية «انتقائية» لا تتمتع بالشفافية والمساواة المطلوبين.



هذه السياسات تضمن أن المحتوى الموضوع من قبل المستخدمين ليس خطاب كراهية أو يحض على العنف والإرهاب أو اضطهاد فئة ما سواء عرقية أو دينية  وليس خادشا للحياء أو يتعارض مع حقوق الملكية الفكرية للمبدع الأصلى وذلك فى حالة عرض مقطع من أغنية أو مقطوعة موسيقية أو فيلم سينمائى أو جزء من برنامج تليفزيونى بدون أخذ إذن من صاحبه.

وكما قلنا فإن السياسات السابق الإشارة إليها تحمل قدرا كبيرا من الاتساع فعلى سبيل المثال فالمحتوى الذى نعتبره فى منطقتنا العربية خادشا للحياء قد لا يكون كذلك فى نظر الغرب، كما أن بعض الألفاظ التى نتداولها ربما يراها الغرب على أنها تحمل نوعا من الاضطهاد أو تحض على الإرهاب، والحقيقة أنه توجد عدة أسباب لهذا الاختلاف منها بالطبع الاختلاف بين الثقافات السائدة والمستقرة فى البلدان المختلفة كما أن هذه السياسات وتحديدا أسلوب تطبيقها ليس محايدا تماما.

أما عن موضوع حماية الملكية الفكرية فإن الأمر قد تطور تطورا كبيرا بعد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى خوارزميات الكشف عن تلك الانتهاكات والأمثلة على ذلك كثيرة، منها ما يمكن لك عزيزى القارئ أن تختبره بنفسك، ببساطة حاول أن تقوم بنشر مقطع موسيقى أو جزء من أغنية وخلال ثوان معدودة ستجد رسالة من التطبيق الذى تستخدمه تحذرك من أن هذا العمل الفنى ليس خاصا بك وأن التطبيق سيقوم بحظره تماما-أو كتم الصوت فقط فى حالة الأغانى مثلا- فى بعض من دول العالم التى تجرم قوانين حماية الملكية الفكرية المحلية بها هذا الفعل.

وهنا نجد أن الكثير من منتجى الأفلام ومن الإدارات القائمة على القنوات الفضائية تقوم بتفعيل تلك الخاصية لتتأكد من منع المستخدمين من نشر محتوى خاص بهم وهو ما نلاحظه مؤخرا من اختفاء الكثير من الأفلام السينمائية ومن الأغانى وغيرها من الأعمال الفنية.

يمكن أيضا لبعض الأفراد الاعتراض على نشر مقاطع بعينها بحجة أنها ملك خاص لهم ولأسرهم و لم يقوموا بإعطاء أى شخص أو أى جهة الحق فى نشرها على أى وسيط إٍلكترونى، تماما مثلما فعلت عائلة المطرب الأمريكى الراحل مايكل جاكسون حيث شنت حملة لمحو الفيديو الخاص بمراسم جنازته من كل المنصات.

غدا نكمل