الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رسائل القمة الأمريكية - الإفريقية

الطريق لحل الأزمات العالمية يبدأ من إفريقيا

وضعت القمة الأمريكية الإفريقية، التى عقدت نهاية الأسبوع الماضى فى واشنطن بحضور نحو 49 من قادة الدول الإفريقية، خارطة طريق للتعاون الأمريكى مع القارة الإفريقية، بما يعزز من حضور وتعاون واشنطن مع دول القارة، وانتهت القمة بحزمة مساعدات وبرامج تعاون مشتركة، تعكس حجم التقدير الأمريكى وتغير نظرة واشنطن للقارة.



وخرجت القمة بمجموعة من الرسائل المهمة، فيما يتعلق بالدور الإفريقى فى عدد من الأزمات والمشكلات التى تواجهها غالبية دول العالم، بداية من تحدى الأمن الغذائى وتحدى التغير المناخى، وتحدى الطاقة، وهو ما عبر عنه الرئيس الأمريكى جو بايدن، مؤكدا على أهمية الدور الإفريقى فى تلك التحديات.

وعكست تصريحات المسئولين فى الإدارة الإمريكية خلال فعاليات القمة التى جاءت على مدار ثلاثة أيام، تغير نظرة واشنطن للقارة الإفريقية، بداية من التقدير الذى تحمله إدارة بايدن لإفريقيا، وبدى ذلك من تأكيد مسئولى الإدارة الأمريكية على مبدأ «الاحترام المتبادل» مع الرؤساء والقادة الأفارقة، الأمر الآخر هو رهان الإدارة الأمريكية على الدور الإفريقى فى الأزمات والتحديات التى يواجهها العالم حاليا.. وإجمالا جاءت أبرز مكاسب ونتائج تلك القمة فى الآتى:  

دور إفريقيا فى مواجهة الأزمات العالمية:

أكدت القمة الأمريكية الإفريقية، على الدور المؤثر للقارة الإفريقية فى مواجهة الأزمات والتحديات العالمية، وهو ما أكد عليه الرئيس الأمريكى جو بايدن، مشيرا إلى دور القارة الإفريقية فى مواجهة التحديات التى يشهدها العالم حاليا، مشيرا إلى أنه لا يمكن حل هذه التحديات بدون الاجتماع والتشاور مع القيادات الإفريقية. وقال بايدن، خلال منتدى الأعمال الأمريكى  الإفريقي، إن القمة تأتى لبناء الصلات بين بلادنا وهو المستقبل المشترك مع إفريقيا، مؤكدا أن النجاح والرخاء مهم لمستقبلنا جميعا وليس فقط إفريقيا، منبها إلى أنه عندما تنجح إفريقيا فإن الولايات المتحدة والعالم كله سوف ينجح. ولفت الرئيس الأمريكى إلى أنه كان يعمل على قضايا بناء الصلات مع إفريقيا منذ أن كان يعمل فى مجلس الشيوخ حيث قام بزيارات عديدة لإفريقيا وشارك فى العديد من المؤتمرات أثناء عمله كنائب للرئيس الأمريكى أوباما، الأمر الذى ساعده على إدراك الإمكانيات الواسعة للقارة الإفريقية. وعدد الرئيس الأمريكى عددا من الأزمات والتحديات العالمية، بداية من تداعيات جائحة كورونا، والحروب وعدم الاستقرار فى إشارة للحرب الروسية الأوكرانية، والأمن الغذائى وتغير المناخ، مشيرا إلى أن كل هذه الأزمات تؤكد على الدور المهم لإفريقيا وشعوبها فى مواجهة التحديات على مستوى العالم، ولا يمكننا أن نحل هذه التحديات بدون أن تكون معنا القيادات الإفريقية على المنضدة.

حزمة مساعدات مالية لقارة إفريقيا:

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، عن حزمة مساعدات مالية لدول القارة، خلال فعاليات القمة، حيث أعلنت عن تخصيص 55 مليار دولار فى مشروعات على مدى السنوات الثلاث المقبلة بما فى ذلك الاستثمار فى الطاقة الخضراء وتدريب العاملين فى مجال الصحة وتحديث شبكات الإنترنت. كما تعهد القطاع الخاص بتعهدات بقيمة 15 مليار دولار بقيادة استثمارات الشركات الأمريكية فى التكنولوجيا الرقمية.

 100 مليون دولار لدعم الأمن:

وحول مجال الأمن والدفاع، أشار الرئيس الأمريكى إلى تقديم 100 مليار دولار لمساندة أمن الدول الإفريقية، موضحا أنه طلب من السفير «جونى كارسون» أهم دبلوماسيين الأمريكيين وهو شخص يحترم إفريقيا ولديه خبرة طويلة فى العمل مع حكومات القارة، بأن يلعب دورا أساسيا فى هذه المتابعة، وقال بايدن إنه «سيتم إنشاء لجنة للعمل مع (الشتات الإفريقى) فى أمريكا؛ لنستفيد من قدراتهم فى أمريكا وهى كبيرة. وخلال فعاليات القمة، أكدت الدكتورة أمانى أبو زيد، مفوضة الاتحاد الإفريقى للبنية التحتية والطاقة فى حديثها فى مؤسسة كارنيجى على جاهزية القارة للاستثمار و الشراكة تحت شعار «المكسب للجميع»، وأكدت أن القادة الأفارقة يسعون إلى استثمارات ملموسة فى مستقبل القارة، وقالت إن القارة الإفريقية لم يصلها إلا حوالى 2 فى المائة فقط من استثمارات الطاقة المتجددة، فى الوقت نفسه، تقدر مجموعة بنك التنمية الإفريقى أن القارة تفقد ما بين 5 فى المائة و 15 فى المائة من ناتجها المحلى الإجمالى كل عام بسبب آثار تغير المناخ.

دعم عضوية الاتحاد الإفريقى بمجموعة العشرين:

أيضا أكد الرئيس الأمريكي، تأييد بلاده للحصول على مقعد إفريقى دائم فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بجانب دعم عضوية الاتحاد الإفريقى الدائم ضمن مجموعة العشرين، وأشار فى نفس الوقت إلى عزمه للقيام بزياة للقارة الإفريقية لدول جنوب الصحراء فى الفترة المقبلة، والتى ستكون الأولى لرئيس أمريكى منذ عام 2015.

75 مليون دولار لدعم الديمقراطية:

خلال فعاليات القمة، أكد الرئيس الأمريكى على تمسك بلاده بمجموعة من المبادئ فى العلاقات مع الدول الإفريقية، وفى مقدمتها، دعم الديمقراطية، واحترام حكم القانون والالتزام بحقوق الإنسان، وقال إن الولايات المتحدة ستستثمر 75 مليون دولار لمواجهة التراجع الديمقراطي، وتعزيز السلطات الانتخابية والمجتمع المدنى.  

6 رسائل مصرية  فى قمة واشنطن

السيسى: ارتباط وثيق بين الأمنين الغذائى والمائى.. ضرورة وضع آليات لتخفيف أعباء الديون

خلال مشاركته فى فعاليات القمة الأمريكية الإفريقية، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى على مجموعة من الرسائل المهمة، التى تتعلق بشواغل القارة الإفريقية، فى مواجهة التحديات والأزمات العالمية، وأشار الرئيس السيسى إلى ضرورة مراعاة تأثير الأزمات الدولية على اقتصاديات دولنا، لاسيما الدين الخارجي؛ وهو ما يفرض وضع آليات لتخفيف عبء الديون عبر الإعفاء أو المُبادلة أو السداد المُيسر. وتحدث الرئيس السيسى فى كلمته خلال جلسة تعزيز الأمن الغذائى وتعزيز النظم الغذائية، عن مجموعة من الرسائل المهمة أهمها ما يلى:

  1- تحدى الأمن الغذائى: أشار الرئيس السيسى إلى تحدى الأمن الغذائى حول العالم، وهو ما تؤكده التقارير الدولية بأن معدلات الجوع فى تزايد خلال السنوات الثلاثة الماضية، وأشار الرئيس السيسى إلى زيادة عدد من يعانون من ضعف الأمن الغذائى حول العالم إلى 800 مليون شخص عام 2022 بزيادة 150 مليونا عن عام 2019، وقال أن إفريقيا تُعد مصدراً لما يزيد عن ثلث هذا الرقم.

وتساءل الرئيس «كيف لقارة كإفريقيا ألا تنتج غذاءها؟ وكيف لأمة لا تنتج غذاءها أن تجنى ثماراً للتنمية الاقتصادية، أو تؤمن استقراراً لبناء المستقبل؟»، وقال الرئيس إن رؤية مصر لتعزيز الأمن الغذائى فى قارة إفريقيا.

 2-  الأمن المائى: أكد الرئيس السيسى على وجود ارتباط وثيق بين الأمنين الغذائى والمائي، وأن مصر تنظر لهذا الرابط باعتباره أمناً قومياً؛ بما يحتم توافر الإرادة السياسية لصياغة أطر قانونية لضبط مسار التعاون بين الدول التى تتشارك الموارد المائية وبما يسهم فى تحقيق التنمية دون إلحاق ضرر ذى شأن، منبها الرئيس السيسى إلى أن تحقيق الأمن الغذائى يرتبط بجهود التكيّف المناخي.

 3-  تنشيط حركة التجارة: أكد الرئيس السيسى على أهمية انفتاح حركة التجارة العالمية، وتوفر اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية إطاراً لتعزيز التكامل بين دول القارة، معربا عن أمله فى دعم الدول الكبرى لدول القارة لتعظيم الاستفادة منها بالاستثمار فى البنية التحتية والمشروعات الزراعية.

  4- تغير المناخ: تحدث الرئيس السيسى عن تحدى التغيرات المناخية، ومخرجات مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، وقال الرئيس إن الدول الإفريقية أعدت مبادرات طموحة، خلال مؤتمر المناخ، منها تخصيص بنك التنمية الإفريقى 1,5 مليار دولار لدعم شراء السلع الاستراتيجية، وإطلاق الاتحاد الإفريقى لمبادرة «فارم» مع فرنسا، وللمنصة الالكترونية «أتيكس» مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا لشراء المنتجات الاستراتيجية بأسعار مخفضة.

  5-التجربة المصرية: أبدى الرئيس السيسى استعداد مصر لمشاركة تجربتها مع أشقائها الأفارقة، بما فى ذلك الإجراءات التى تم اتخاذها لتعزيز أمن مصر الغذائي، منها إطلاق مبادرة المليون ونصف مليون فدان لزيادة الرقعة الزراعية، والمشروع القومى للصوامع؛ والذى أدى لزيادة القدرة التخزينية للحبوب بأكثر من الضعف.

 6-  تخفيف أعباء الديون: كما طالب الرئيس السيسي، الولايات المتحدة باستثمار ثقلها الاقتصادي، لتخفيف أعباء الديون عن الدول الأكثر تضرراً، إذ وصلت معدلات ديون الدول النامية لمستويات خطيرة جاوزت 250 % من إيراداتها، ويتطلب الأمر إجراءات عاجلة ومنها إعفاء الدول النامية من نسب مُقدرة من ديونها، واستمرار تفعيل مبادرة مجموعة العشرين لتعليق الديون، بجانب صياغة آليات لتحويل الديون إلى استثمارات.