الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عباءة جورجينا تستعيد هيمنة الثقافة العربية

عباءة جورجينا تستعيد هيمنة الثقافة العربية

خطفت جورجينا رودريغيز صديقة الأسطورة العالمية كريستيانو رونالدو، وأم أولاده الأنظار بارتدائها العباءة السعودية فى ملعب مرسول بارك» بالعاصمة السعودية الرياض ليل الثلاثاء الماضى أثناء الاحتفال التاريخى بتقديم الدون إلى جماهير النصر السعودى التى اكتظت بهم المدرجات فى ليلة شتوية باردة امتزجت فيها هتافات الجماهير  النصراوية مع زخات الأمطار، وكأن السماء أبت ألا  تبارك الصفقة الأكبر فى تاريخ كرة القدم العالمية، الصفقة التى وضعت الدورى السعودى على خريطة الدوريات العالمية، ليس هذا فحسب بل أكثر من ذلك بما لا يمكن تقدير وإحصاء مزاياه فى هذه اللحظة، فالأمر يتجاوز مجرد عقد صفقة إلى أبعد من ذلك بكثير.



لم تضيع جورجينا الفرصة بعباءتها السوداء فى كسب قلوب الجماهير السعودية والعربية والإسلامية التى احتشدت فى المدرجات وأمام الشاشات لتبرهن على أن فوزها بقلب  وعقل الأسطورة لم يكن محض صدفة، وأن الأبناء الأربعة إنما جاءوا نتاج عقل ناضج نجح فى بسط ومراكمة العشرة الممتدة، وليسوا نتاج لذة عابرة، فلكل مجتمع قيمه التى لا ينبغى أن نتصادم معها، حتى لو اختلفنا معه، فالتزاوج فى عالم الإنسان تتعدد أشكاله وألوانه وطقوسه، كما تتنوع زيجات عوالم الحيوان،  لا فرق،  ولا ضير فكلها تضمن استمرار تدافع صيرورة الحياة، فلسنا  وحدنا نمتلك هذا الكوكب.

جاءت جورجينا (أيقونة الموضة)، من عالم غير عالمنا لتضع  العباءة السعودية فى  صدارة الموضة العالمية، و فوق أرفف المتاجر الكبرى فى العواصم الغربية، وترفع حجم الطلب عليها حول العالم، فهل تنجح الفتاة  التى خدشت حياء الإنسانية من قبل، فى أن تستر  من تسببت هى فى تعريتهم حول العالم؟،   الإجابة، ربما يكون ذلك  بعد أن جاءت  أشهر بيوت الأزياء العالمية مهرولة الى الرياض، رجال الموضة  يتنافسون الآن فى عقد  وإبرام الصفقات مع  مصانع العباءات فى المملكة لتوريدها إلى متاجر روما ولندن ومدريد ولشبونة وبرلين وغيرها  العديد من عواصم العالم.

جورجينا  بدأت  فصلا جديدا  من حياتها فى الرياض بعد أن  أفل نجم رونالدو  فى أوروبا، ليس ذلك  صدفة،  فمن سنن  الكون أن شروق  الشمس فى مكان يلازمه الغروب فى مكان آخر، وأن سطوع القمر تسبقه ظلمة فى جانب آخر،  وأن أفول الحضارة يواكبه بزوغها فى مكان آخر،  يدرك مفكرى العالم أنه ليس بوسع  أحد أو  بمقدوره مجابهة التحولات القدرية، ومن الفطنة التجاوب والتفاعل والتأقلم معها، فالأقدار هى التى تهندس الحياة، وترسم فيها خطوط الطول والعرض، وتحدد متى وأين يستقر قطار المدنية والتقدم، بعد أن يغادر،  هنيئا للنصر العالمى بالصفقة التى أذنت ببدء عصر جديد تتصدر فيه المملكة عالم اليوم  رياضيا بعد أن تسيدته اقتصاديا وتزعمته سياسيا بفضل قيادة واعية وملهمة، عباءة جورجينا حتما سوف تعيد هيمنة الثقافة العربية فوق أطلال بقايا المدنية الغربية التى تتوارى خلف سياج الزمن.