الإثنين 26 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السياحة العلاجية فى مصر

السياحة العلاجية فى مصر

السياحة العلاجية والاستشفائية هى أحد أنواع السياحة، وهى السفر بهدف العلاج أو الاستجمام فى المنتجعات الصحية فى مختلف بقاع العالم، وتحتل السياحة العلاجية مركزا متقدما بين بقية الأنواع السياحية الأخرى، حيث جاءت بالمركز الثالث بعد السياحة الترفيهية وسياحة الأعمال، مسجلة 10% من جملة حركة السياحة العالمية، لذلك اتجهت الكثير من دول العالم الى الاهتمام بالسياحة العلاجية والعمل على تنميتها نظرا لزيادة حجم الطلب عليها وكثرة الفوائد الاقتصادية الناتجة عنها. 



وهناك نوعان من السياحة العلاجية أولهما السياحة العلاجية من الأمراض المختلفة والتى تعتمد على استخدام المصحات المتخصصة أو المراكز الطبية أو المستشفيات الحديثة التى يتوافر فيها تجهيزات طبية وكوادر بشرية تمتاز بالكفاءة العالية، والثانية السياحة الاستشفائية التى تعتمد على العناصر الطبيعية فى علاج المرضى وشفائهم مثل ينابيع المياه المعدنية والكبريتية والرمال والتعرض لأشعة الشمس بغرض الاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية والروماتيزم وأمراض العظام، والتأهيل الطبى لبعض الحالات التى تتطلب عدة أسابيع لزيادة القدرة الوظيفية للمريض. 

وتمثل السياحة العلاجية فى مصر أحد أنواع السياحة، نظرا لتوافر جميع مقوماتها والتى تؤهلها لتتفوق على العديد من الدول المجاورة فى هذا النوع من السياحة، حيث يوجد عدد كبير من المستشفيات المتميزة من حيث التجهيزات وأطقم الأطباء والتمريض ذات الكفاءة العالية.

كما تتميز مناطق السياحة العلاجية الاستشفائية بمصر بالإمكانات الهائلة، فنجد أن عدد العيون الطبيعية 1450 عينا وينبوعا وبئرا للمياه المعدنية والكبريتية تنتشر فى ربوع مصر منها ما هو مستغل ومنها ما هو مهمل، فمنها ما هو موجود فى الصحراء الغربية بواحة سيوة والواحات الداخلة والبحرية، والقاهرة مثل مجموعة عيون حلوان وعين الصيرة، وبسيناء مثل حمامات فرعون وعيون موسى برأس سدر وحمام موسى بالطور وما لها من قيمة تاريخية ودينية، والعين السخنة، والغردقة، والفيوم، والواحات، وأسوان، ومدينة سفاجا، التى تمتلك جميع عناصر السياحة العلاجية، وبها الرمال السوداء التى لها القدرة على التخلص من بعض الأمراض الجلدية، بالإضافة إلى خصائص المياه الكبريتية المنتشرة فى المناطق السياحية المصرية وخصائص الرمال المشبعة بالمعادن، حيث تمتلك مصر 16 موقعا داخليا وساحليا تتوافر فيها عناصر العلاجات الطبيعية للعديد من الأمراض، بجانب المناخ المعتدل طوال العام  على الرغم من ذلك كله فإن مصر لم تحصل إلى الآن على نصيب يذكر من هذا النمط السياحى، رغم توافر جميع المقومات التى تؤهلها لتكون فى مصاف الدول المتقدمة فى هذا المجال، مع أهمية ذلك فى تعدد مصادر جديدة للنقد الاجنبى. فحان الوقت الذى يجب فيه الاهتمام بالسياحة العلاجية والاستشفائية مع الاسترشاد بخبرة الدول التى تقدمت فى هذا المجال، مثل الهند والأردن وتونس وألمانيا، فالهند مثلا تتميز السياحة العلاجية فيها بعدم المغالاة فى الأسعار والتى يعلن عليها مقدما لكل أنواع العلاج، وخصوصا نقل الأعضاء، كما أن جميع المستشفيات الخاصة حاصلة على شهادات من مجلس الاعتماد الوطنى للمستشفيات ومقدمى الرعاية الصحية، تؤكد هذه الشهادة امتثال المستشفيات لمعايير الجودة العالمية.