الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سيناريوهات مذكرة التوقيف بحق بوتين

لم تتوقف التنديدات الروسية منذ إعلان المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والمفوضة الرئاسية لحقوق الطفل فى روسيا ماريا أليكسييفنا لفوفا بيلوفا.



 

وعلى الرغم من استخفاف المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بالقرار، فإن الخطر لم يبتعد بعد، فهل يمكن فعلاً اعتقال بوتين؟

فى الوقت الراهن، يتمتع الرئيس الروسى بسلطة مطلقة فى بلاده، لذلك لا يتوقع على الإطلاق أن يسعى الكرملين إلى تقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وعليه، لا يواجه بوتين أى خطر فيما يتعلق بالقبض عليه طالما بقى داخل روسيا. وهنا تكمن المعضلة، حيث يمكن اعتقال سيد الكرملين إذا غادر بلاده.

وباعتبار أن تحركات الرئيس الروسى باتت محدودة للغاية بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليه، يرجح أنه لن يغامر بالسفر إلى دولة قد تكون لديها الرغبة فى تقديمه للمحاكمة.

إلا أن الأمور لم تقف عند هذا الحد، حيث من المقرر أن يحضر بوتين قمة «البريكس» المقامة فى جنوب إفريقيا فى أغسطس القادم.

وبصفة أن جنوب إفريقيا عضو فى المحكمة الجنائية الدولية، وأحد الموقعين على معاهدة روما، فسيكون عليها التزام قانونى بتنفيذ أوامر التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضده.

لكن نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية ينص أنه لا حصانة لزعماء الدول خلال وجودهم فى الحكم فى القضايا المتصلة بجرائم حرب.

يشار إلى أنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا العام الماضي، سافر بوتين إلى 8 دول، 7 منها يعتبرها «دول الخارج القريب» لروسيا، وكانت ضمن الاتحاد السوفييتى السابق الذى انهار عام 1991.

أما الوجهة الوحيدة التى تختلف عن تلك الفئة من دول الجوار، فكانت إيران التى زارها فى يوليو الماضى للقاء المرشد الأعلى على خامنئى.

يذكر أن المتحدث الرسمى باسم الجنائية الدولية فادى العبد الله، كان أوضح أن قرار اعتقال الرئيس الروسى ليس إدانة وإنما دعوة للمثول والتحقيق فقط، مؤكدًا أن تنفيذ الاعتقال مرهون بتعاون الدول المنضوية ضمن المحكمة.

ما يعنى أن أمر الاعتقال لن ينفّذ بحق الرئيس الروسى إلا إذا أرادت دولة معنية بالمعاهدة فعلًا تنفيذه.