وخلصت الحدوتة.. وداعًا أبله فضيلة

مع الساعات الأولى من أول يوم من شهر رمضان المبارك، غيب الموت واحدة من أشهر الإذاعيات فى مصر الوطن العربى فضيلة توفيق الملقبة إعلاميًا باسم «أبله فضيلة» شقيقة الفنانة الراحلة محسنة توفيق ، حيث رحلت صباح أمس فى كندا، عن عمر يناهز الـ93 عامًا، تاركة وراءها إرثًا عظيمًا من حكايات الأطفال بصوتها الطفولى الذى لم ولن يكبر أو يشيخ أبدًا، وتقام صلاة الجنازة اليوم عقب صلاة الجمعة فى مسجد عثمان فى مدينة بيكرينج فى كندا.

«حبايبى الحلوين كان ياما كان يا سعد يا إكرام ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام».. هكذا كانت تطل علينا بصوتها الرنان وكلماتها الرقيقة المحببة التى تلمس القلب من القلب، عبر إذاعة البرنامج العام، لترتبط فى مخيلة الأطفال والكبار بحواديتها التى تربى عليها أجيال بأكملها، وما زالت تحكيها الأمهات لأبنائهن حتى الآن، لأنها ذكريات لا تنسى مهما مر عليها الزمن. 

وتعد «أبله فضيلة» واحدة من أشهر مقدمى برامج الأطفال فى الإذاعة المصرية، وقدمت الكثير من البرامج المميزة للأطفال، وهى من مواليد 4 إبريل 1929، كانت قد تخرجت فى كلية الحقوق وتعلمت على يد «بابا شارو» الإذاعى المصرى الشهير مقدم برامج الأطفال. وعلى الصعيد العملى بدأت أبله فضيلة عملها فى مكتب محاماة، لكن فى عام 1953 كانت قد قابلت الإذاعى «بابا شارو» واسمه الحقيقى محمد محمود شعبان، وأعربت له عن أمنيتها فى أن تكون يومًا ما مذيعة للأطفال، وبالفعل ساعدها على تحقيق حلمها، وتم تعيينها فى الإذاعة وبدأت بقراءة نشرة الأخبار، وبعد تدريب وعمل على مدار ست سنوات انتقلت للعمل فى التلفزيون، وفى عام 1959 تحقق حلمها بالعمل مع بابا شارو، كما أصبح لها برنامج آخر وهو برنامج غنوة وحدوتة.

بدأت مشوارها الإذاعى كمذيعة ربط عام 1953، ويعد «س و ج» أول برامجها الإذاعية استضافت فيه كبار الفنانين منهم أم كلثوم، وقدمت النشرة الإخبارية بالإذاعة وتتلمذت على يد الإذاعى الكبير حسنى الحديدى، ومن أشهر حكايتها للأطفال «كوب اللبن»، «بنت الفلاحة»، «الكتكوت الصغير»، «أرنب وتعلب»، «المقشة الصغيرة».