الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مشهد يخطف القلوب

بعد التجديد.. عمرو بن العاص يستقبل الآلاف لأداء التراويح

سيطرت حالة من الإعجاب على رواد مواقع التواصل الاجتماعى بعد مشاهدة صور مسجد عمرو بن العاص فى أول أيام رمضان لأداء التراويح، وقد ظهر المسجد فى أبهى صورة بعد انتهاء عملية التطوير من جانب الجهاز المركزى للتعمير التابع لوزارة الإسكان المصرية.



وعلق المتابعون على صور المسجد: «كأنك تصلى فى الحرم»، وذلك بعد مشاركة الكثير من الأشخاص لصورهم من داخل المسجد أثناء أداء صلاة التراويح فى أجواء روحانية استشعرها المصلون.

احتفظ المسجد بطرازه المعمارى الفريد كواحد من أقدم وأعظم جوامع قاهرة المعز ومصر وإفريقيا، حيث طالته يد التطوير بعد توجيهات القيادة السياسية لتطوير القاهرة التاريخية وجوامع مصر ومزارات آل البيت.

تبلغ مساحة المسجد 28500 متر مسطح منها 13200 متر مسطح أروقة للصلاة وباقى المساحة ساحات خارجية تستغل للصلاة فى أيام الذروة والأعياد، بالإضافة إلى منطقة خدمات تشمل إنشاء دورة مياه للرجال ورفع كفاءة دورة مياه السيدات وإنشاء مبنى إدارى للمسجد.

وتضمنت أعمال التطوير ترميم جميع العناصر الأثرية بالمسجد، ورفع كفاءة شبكة تخفيض منسوب المياه الجوفية وشبكة صرف مياه المطر، وإنشاء شبكة وقاية من الحريق، وتطوير شبكات الإضاءة والصوتيات الداخلية والخارجية وتوسعة المدخل الرئيسى للمسجد من شارع حسن الأنور ليكون بعرض 30 مترا، وكذا إنشاء ساحة خارجية لاستقبال الزائرين.

تاريخ المسجد

هو أول مسجد يتم بناؤه ليس فى مصر وحدها وإنما فى إفريقيا كلها، إذ يرجع تاريخ بنائه إلى عمرو بن العاص، عام 21 هجرية الموافق 642 ميلادية، ويعرف باسم «تاج الجوامع» أو «الجامع العتيق» نظرا لعمره الموغل فى تاريخ مصر الإسلامى.

كان مسجد ابن العاص وقت بنائه، يشرف على النيل، فلم يكن البناء وصل فى القاهرة إلى حد أن يحجب رؤية النيل للمسجد، الذى يقول كثير من الرواة إن جمعا من الصحابة الذين شاركوا عمرو بن العاص فتح مصر، هم الذين قاموا على تحديد قبلة المسجد الذى لم تتعد مساحته وقت إقامته نحو 50 *30 ذراعًا، وكان الطريق يحيط من كل جانب بالمسجد الذى كانت تسوده البساطة، فلم يكن له صحن ولا محراب ولا منارة ولا فرش، حتى جدرانه كانت خالية من البياض والزخارف.

ظل المسجد على حاله حتى عصر مسلمة بن مخلد الأنصاري، أمير مصر فى عهد معاوية بن أبى سفيان، فزاد فى مساحته وزخرف جدرانه وسقفه وأنشأ به 4 صوامع للمؤذنين فى أركانه، ونقش اسمه عليه وأمر بعمل المنائر فى المساجد «المآذن»، كما فرشه بالحصر بدلا من الحصباء ثم توالت أعمال التطوير.

كانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعا فى 30 ذراعا وله 6 أبواب، وظل كذلك حتى عام 53هـ / 672م حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصارى والى مصر من قبل معاوية بن أبى سفيان وأقام فيه 4 مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك على يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري،. وهو الآن 120 فى 110 أمتار.

يوجد بالركن الشمالى الشرقى لرواق القبلة قبة يرجع تاريخها إلى عبدالله بن عمرو بن العاص، أما صحن الجامع فتتوسطه قبة مقامة على 8 أعمدة رخامية مستديرة الشكل، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية ما زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبى، ويتوج واجهات الجامع من الخارج من أعلى شرافات هرمية مسننة، كما أن للجامع مئذنة يرجع تاريخها إلى عصر مراد بك، وهى مئذنة بسيطة تتكون من دروة واحدة ذات قمة مخروطية.

أثناء حكم السلطان صلاح الدين الأيوبي، جدد صدر الجامع والمحراب الكبير ورخمه ورسم عليه اسمه وجدد بياض الجامع وأصلح رخامه. وفى العام 696هـ-1268 جددت القواصر العشرة المطلة من الإيوان القبلى على الصحن وجدد عمده وجدد بياض الجامع. وفى العام 687هـ-1288م أمر السلطان المنصور قلاوون الأمير عز الدين الأفرم بعمارة الجامع.

 وفى العام 702هـ ،1302-1303م فى أعقاب زلزال عبدالملك عهد الناصر محمد بن قلاوون إلى الأمير سلار نائب السلطنة بتعمير الجامع تعميرا شاملا.

 من أشهر ممن ألقى دروسا وخطبا ومواعظ فى هذا الجامع، الشافعي، الليث بن سعد، أبوطاهر السلفى، العز بن عبدالسلام، ابن هشام صاحب السيرة، الشيخ محمد الغزالى.