الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أزمة جديدة فى مضيق تايوان بين الصين وأمريكا

قامت الصين بإجراء مناورات جديدة فى مضيق تايوان أمس الأول، اعترضت خلالها مدمرة أمريكية كانت فى مهمة مشتركة مع أخرى كندية، حسب ما أعلنت البحرية الأمريكية.



وقال الأسطول السابع للبحرية الأمريكية إن المدمرة «يو.إس.إس تشونج هون» التى تحمل الصواريخ الموجهة، والسفينة الحربية «إتش.إم.سي.إس مونتريال» الكندية، أجرتا عبورًا روتينيًا للمضيق، عبر المياه التى تطبق فيها حرية الملاحة فى أعالى البحار والتحليق فى أجوائها وفقًا للقانون الدولى.

تحركات خطيرة

واتهمت البحرية الأمريكية أمس الأول، سفينة صينية بالقيام بتحركات خطيرة حول مدمرة أمريكية فى مضيق تايوان، بعد أقل من 10 أيام على وقوع حادث جوى بين البلدين فى المنطقة.

وقالت القيادة الأمريكية فى بيان: إن «السفينة الصينية قامت بمناورات خطيرة بالقرب من تشونج هون، المدمرة الأمريكية التى كانت تبحر فى المضيق»، وأضافت أن «السفينة الصينية تجاوزت تشونج هون من الجانب الأيسر ثم اعترضت طريقها على بعد 150 مترًا»، موضحة أن المدمرة تابعت مسارها وأبطأت إلى سرعة 10 عقدة لتجنب الاصطدام.

وتابع البيان أن «السفينة الصينية مرت مجددًا أمام مقدمة تشونج هون من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر على بعد 2000 متر، وواصلت الإبحار إلى جانب المدمرة الأمريكية التى اقتربت منها إلى مسافة تبعد عنها أقل من 150 مترًا».

ووقع هذا الحادث عندما كانت السفينة «يو إس إس تشونج هون» وهى مدمرة من نوع إيجيس تابعة للأسطول الأمريكى فى المحيط الهادئ، تبحر إلى جانب السفينة الكندية «إتش إم سى إس مونتريال» فى مضيق تايوان الذى يبلغ عرضه 180 كيلومترًا ويفصل الجزيرة التى تتمتع بحكم ذاتى عن الصين القارية.

اختلاق المشاكل

من جهته، قال الجيش الصينى إنه راقب مرور السفينتين لكنه لم يذكر أى حوادث، وصرح المتحدث باسم القيادة الشرقية للصين الكولونيل شى يى إن «الدول المعنية تختلق عمدًا مشاكل فى مضيق تايوان، وتتعمد تأجيج المخاطر وتقوض بخبث السلام والاستقرار الاقليميين».

وتثير هذه التحركات غضب الصين التى تعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وتؤكد أنها تمتلك حقوقًا سيادية فى المضيق، وهذا الحادث هو الثانى بين الولايات المتحدة والصين فى المنطقة خلال أقل من 10 أيام.

وصرح عسكريون أمريكيون فى 26 مايو الماضي، أن طيارًا صينيًا قام بـ»مناورة عدوانية غير مبررة» بالقرب من طائرة استطلاع أمريكية كانت تحلق فوق بحر الصين الجنوبي. وقال متحدث عسكرى صينى حينذاك إن «الطائرة الأمريكية اقتحمت عمدًا منطقة تدريب فى الصين للقيام بعمليات استطلاع».

تكثيف التعاون

وفى سياق متصل، اتفق وزراء دفاع اليابان والولايات المتحدة وأستراليا والفلبين أمس الأول، على تكثيف التعاون الأمنى فى محاولة لتعزيز حرية وانفتاح المحيطين الهندى والهادئ وسط النفوذ البحرى المتزايد للصين فى المنطقة.

وذكرت وكالة أنباء كيودو اليابانية، أن الاجتماع الذى عقد على هامش قمة أمن آسيا السنوية فى سنغافورة، كان أول محادثات على مستوى وزراء الدفاع على الإطلاق تشارك فيها الدول الأربع. وأكد وزراء الدفاع «أن لديهم رؤية لمنطقة المحيطين الهندى والهادئ الحرة والمفتوحة ويبذلون جهودًا جماعية لضمان استمرار الرؤية»، وفقًا لوزارة الدفاع اليابانية.

وأضافت أن «وزراء الدفاع اليابانى ياسوكازو هامادا، والأمريكى لويد أوستن، والأسترالى ريتشارد مارليس، والفلبينى كارليتو جالفيز، بحثوا القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك وفرص توسيع التعاون».

ومن بين الخطط التى يجرى النظر فيها تسيير دوريات بحرية مشتركة لسفن الدول الأربع فى بحر الصين الجنوبى، وذلك لهدف واضح هو مراقبة تحركات الجيش الصينى والعمل كرادع، بحسب مصدر دبلوماسى.

تحذير من إنشاء «ناتو» آسيوى

فى السياق، حذر وزير الدفاع الصينى لى شانغفو، امس، الولايات المتحدة من التدخل فى النزاع حول تايوان، كما حذر من إقامة تحالفات عسكرية «شبيهة بحلف شمال الأطلسي» فى منطقة آسيا.

وقال فى كلمة ألقاها فى حوار شانجريلا فى سنغافورة، وهو مؤتمر ينظمه المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية: «إذا تجرأ أى شخص لفصل تايوان عن الصين، فإن الجيش الصينى لن يتردد لثانية»، وأضاف «لن نخشى الخصوم ونعمل بحزم لحماية السيادة الوطنية وسلامة الأراضى بغض النظر عن أى ثمن».

وكانت تايوان قد استقلت منذ 1949، لكن الصين تعتبر الدولة الديمقراطية المتمتعة بالحكم الذاتى أرضًا صينية.

وانتقد لى مبيعات الأسلحة والتدريبات العسكرية التى تقدمها أمريكا لتايوان وكذلك رفع مستوى العلاقات بين واشنطن وتايبيه، وقال الوزير فى أول ظهور له فى المؤتمر الأمني: «تايوان شأن داخلى للصين، تايوان صينية، وطريقة حل مشكلة تايوان هو أمر يقرره الصينيون»، وتابع «أى عمل لإعاقة مبدأ الصين الواحدة هو أمر سخيف وخطير».

ووصف لى علاقات بكين مع واشنطن بأنها «منخفضة لمستوى قياسي» منذ بدء العلاقات عام 1979، وفيما يتعلق بنقص التواصل الذى كانت الولايات المتحدة تشكو منه بشكل متزايد، رد الجنرال على سؤال بهذا الصدد قائلًا: إن «الصين منفتحة بشكل أساسى على المحادثات بين القوتين، ولكن فقط إذا كانت على أساس الاحترام المتبادل».

وكان لى قد رفض طلب الولايات المتحدة عقد اجتماع مع وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن على هامش المؤتمر.

مسئول أمريكى فى الصين

ويتزامن هذا الحادث مع وصول مسئول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إلى الصين أمس، لحضور اجتماعات مقررة هذا الأسبوع مع سعى الولايات المتحدة لتعزيز التواصل مع الصين.

وقالت الوزارة فى بيان أمس الأول إن «مساعد وزير الخارجية لشئون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانيال كريتنبرينك سيناقش «القضايا الرئيسية فى العلاقات الثنائية» خلال زيارته للصين»، وترافقه فى الزيارة سارة بيران مديرة شئون الصين وتايوان فى مجلس الأمن القومى بالبيت الأبيض، بحسب البيان.

وتوترت العلاقات بين أكبر اقتصادين فى العالم بسبب قضايا مثل تايوان وسجل الصين فى مجال حقوق الإنسان والنشاط العسكرى فى بحر الصين الجنوبى.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن اجتماعات كريتنبرينك الرسمية تبدأ اليوم الاثنين.

وأفاد المتحدث بأن كريتنبرينك سيتطرق لقضايا حقوق الإنسان فى اجتماعاته وسيواصل الدفاع عن الحريات الأساسية فى الصين. ويتزامن وصول كريتنبرينك مع ذكرى حملة القمع التى شنتها القوات الصينية على المتظاهرين فى ميدان تيانانمين وحوله فى بكين عام 1989. وتقول جماعات حقوقية إنها أدت إلى مقتل المئات وربما الآلاف من المتظاهرين.

وتأتى زيارة كريتنبرينك فى أعقاب زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز للصين الشهر الماضي. وقال مسؤول أمريكى إن بيرنز «شدد على أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة بين أجهزة المخابرات» خلال اجتماعاته مع نظرائه الصينيين. لكن وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن وبخ الصين أمس الأول لرفضها إجراء محادثات عسكرية.

وفى حديثه فى حوار شانجري-لا فى سنغافورة، وهو أعلى قمة أمنية فى آسيا، قال أوستن إن «إحجام بكين عن إجراء الحوار يقوض جهود الحفاظ على السلام فى منطقة يعزز فيها الخصمان من قدراتهما العسكرية».