السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التكتلات الاقتصادية

كلمة السر فى القضاء على البطالة بـ«الصعيد»

بناء تكتلات اقتصادية جديدة بالصعيد بصفة خاصة، يعد أحد أهم برامج وزارة التنمية المحلية وبالمناطق الريفية بصفة عامة من أجل إحياء الصناعات التراثية واليدوية المهددة بالانقراض، ودعم التنافسية والتنمية الاقتصادية وتهيئة بيئة الأعمال كأداة لدعم زيادة الإنتاج وتوفير فرص العمل.



ويعمل البرنامج على تنمية وتطوير تكتلات محافظات الصعيد كمرحلة أولى، وهي: «تكتلات العسل الأسود ـ الفركا ـ الطماطم ـ الشمر والفخار بقنا ـ الأثاث ـ التللى  البصل ـ الصناعات النسيجية ـ الفاصوليا الخضراء بسوهاج ـ الرمان والنباتات الطبية والعطرية بأسيوط ـ والعسل الأسود والنباتات الطبية والعطرية بالمنيا».

بداية تعد حرفة الفركا من أقدم الحرف اليدوية التى ورثها الأهالى فى مركز نقادة بمحافظة قنا عن أجدادهم الفراعنة، وهى عبارة عن غزل منسوجات مختلفة أشهرها الشيلان، وذلك باستخدام الأنوال اليدوية بمهارة ودقة مجموعة من الفنانين المبدعين من أبناء الصعيد الذين يقدر عددهم بنحو 150 نوال «60% سيدات ـ 40% رجال»، وتعتبر نقادة المصدر الوحيد على مستوى العالم المنتج لهذه الحرفة التراثية التى يستخدم فى تصنيعها خيوط من القطن والحرير، وتعتمد على تصميمات مستوحاه من البيئة الطبيعية لتعبر عن تراث وهوية شعب.

أما صناعة الفخار فمن أقدم الحرف فى التاريخ، حيث تعود أصولها بمحافظة قنا إلى ما قبل العصر الفرعوني، حيث كانت تصنع الأوانى الفخارية بطرق بدائية دون حرف المنتجات فى العصور الحجرية، وعصور ما قبل الأسر الفرعونية، وبدأت الصناعة تنتشر مع الوقت كونها صناعة متوارثة بين الأجيال، فتمسك بها 300 أسرة من أهالى محافظة قنا حتى يومنا، ويتكون التكتل من نحو 300 وحدة إنتاجية بتموسط 1800 عامل أغلبهم من أفراد الأسرة، غير أن بعض الورش تلجأ إلى العمالة الخارجية خاصة فى المواسم، وترتكز الحرفة فى عدة مناطق على مستوى قنا، لكن أكبرهم قرية الشيخ على بمركز نقادة التى يعمل بها 103 وحدات، تليها قرية حجازه بمركز قوص التى تتكون من 84 ووحدة إنتاجية.

«التلى المصري» هو فن وحرفة تطريز موثقة ومقدرة لدى صناعة الأزياء العالمية، تُستخدم فيها خيوط معدنية مسطحة، مطلية بالفضة والذهب، وتُطرز على شكل زخارف هندسية تتجذر فى التاريخ المصرى والفن الشعبي، وتتميز بالتنويع والبراعة فى التصميم الحديث، حيث أخذت الحرفة - التى تمارسها النساء بالكامل - فى الاندثار بداية من الثلاثينيات حتى أواخر الثمانينيات، حتى انطلقت جهود إعادة إحيائها بتدريـب مجموعات من الفتيات فى أسيوط وسوهاج، بالتعاون مع اليونسكو واليونيسيف.

أُعيدت الحرفة إلى الحياة ثانية، وشهدت ازدهارًا كبيرًا فى قرية جزيرة شندويل التى نمي فيها عدد المشتغلات بالتليّ والمنسج إلى أكثر من 1000 سيدة وفتاة فى يومنا هذا، يتوزعن ما بين حرفية ومدربة وقائدة فريق ورادئة أعمال، وأصبح تكتل جزيرة شندويل بمحافظة سـوهاج صاحب الصدارة فى الحرفة، وتُسوق منتجاته بعدة محافظات خارج التكتل كما ُيسوق بعضها خارج البلاد.

هناك أيضًا تكتل صناعة الأثاث، حيث بدأت تلك االصناعة فى مركز طهطا بسوهاج منذ أكثر من 30 عامًا وتطورت عبر الزمن لتصبح مدينة متكاملة متخصصة فى صناعة وتجارة الأثاث، لتأتى طهطا فى المرتبة الأولى فى إنتاج الأثاث بالصعيد فهى تغذى جميع مراكز محافظة سوهاج ومحافظات الصعيد المجاورة من أسيوط حتى أسوان، بل ويوجد فى طهطا نحو 1500 ورشة متخصصة فى صناعة الأثاث المنزلى يعمل بها قرابة 6 آلاف عامل يتميزون بالحرفية والمهارة.

كما أن تكتل النسيج اليدوى بأخميم والكوثر، يتمثل فى إنتاج الأقمشة والمفروشات والملابس من الغزول الطبيعية كالقطن والكتان والفران والحرير، حيث يتم نسج المنتجات يدويًا بأيدى النساجين على الأنوال الخشبية المستخدمة منذ آلاف السنين فى أخميم، التى خضعت لعدة تطويرات لزيادة كفاءتها مع الاحتفاظ بطابعها اليدوى الأصيل، ويتألف  هذا التكتل من نحو 30 وحدة إنتاجية «منتجيـن ـ مصنعيـن»، ونحو 1000 عامل وعاملة، و400 نول، ويشتهر التكتل بمنتجات المفروشات المنزلية والفندقية والملابس واللوحات المنسوجة والمطرزة يدويًا.

ويعتبر تكتل صناعة العسل الأسود واحدًا من أهم تلك التكتلات التى يستهدفها البرنامج، حيث يسعى من خلاله لتطوير ٣٠٠ عصارة للعسل على مستوى مراكز «نجع حمادى  فرشوط ـ أبوتشت ـ ملوى ـ ديرمواس»، وتبدأ صناعة العسل الأسود، فى موسم الشتاء مع بداية موسم التصنيع، حيث تنتشر مصانع العسل البدائية فى أماكن زراعة محصول قصب السكر.

تكتل «صناعة الطماطم»، فبعد أقل من 5 سنوات، أصبحت مصر لاعب مهم فى صناعة تجفيف الطماطم عالميًا، مُنذ أن بدأت التجربة فى قرى ونجوع محافظة الأقصر، حققت رويدًا رويدًا خطوات ناجحة ثبتت أقدام مصر فى المركز الثانى عالميًا فى إنتاج الطماطم المجففة وتصديرها للأسواق الخارجية، علمًا بأن بداية مشروع صناعة تجفيف الطماطم فى مصر بدأ فى قرية بنبان بمحافظة أسوان عام 2010 وانتشر فى عام 2011 فى الأقصر وقنا وأسوان..

أيضًا، يمثل محصول الرمان الذى تتميز به محافظة أسيوط فى مركز البدارى أهمية قصوى لها، للوفرة فى كمية الإنتاج وجودة المحصول الذى جعله يحتل المركز الأول عالميًا ويحظى بشهرة وسمعة عالمية ويتم تصديره لأغلب دول العالم بكميات كبيرة، ويسعى البرنامج لتعظيم الاستفادة من محصول الرمان من خلال إنشاء مصنع لمركزات الرمان ومشتقاته وتسويق تلك المنتجات عالميًا لتحقيق أعلى عائد اقتصادي.

وهناك تكتل النباتات الطبية والعطرية، حيث تزرع مصر أكثر من 30 نوعًا من النباتات الطبية كنباتات تصديرية، على مساحة 80 ألف فدان، وتحتوى الفلورة المصرية على أكثر من 2500 نبات طبى وعطرى، يتم زراعة أكثر من ٣٠ نباتا طبيا وعطريا منها على سبيل المثال: العيلة الخيمية أو الحبوب العطرية، مثل: الكمون، الينسون، الشمر، الكراوية، الكزبرة، حبة البركة، وتمثل نحو 50% من مساحات زراعة النباتات الطبية، وتأتى فى المرتبة الثانية «العائلة الشفوية»، مثل: النعناع بأنواعه، البردقوش، المريمية، الزعتر، الريحان، ثم العائلة المركبة أو النباتات الزهرية، مثل: البابونج، شيح الكاموميل، الإقحوان أو عباد القمر، بالإضافة إلى حشيشة الليمون، السترونيلا، الكركدية، الحنة، كل ذلك من أشهر النباتات الطبية التصديرية.