الأحد 25 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«ذكرى النكبة» والحرب على غزة

«ذكرى النكبة» والحرب على غزة

فى هذا العدد من «روزاليوسف» الذى يوافق إصداره السادس عشر من مايو، تاريخ مهم يتعلق بالقضية الفلسطينية وهى ذكرى «النكبة».



والمتابع الجيد للتاريخ يكتشف أن ما يحدث اليوم فى غزة، حدث قبل ذلك فى ذكرى «نكبة فلسطين»، حيث استطاع الكيان الصهيونى فى هذا التاريخ الاستحواذ على نسبة كبيرة من الأراضى الفلسطينية بعد النكبة، وقام بالعديد من المجازر فى حق الفلسطينيين بهدف انتزاع الأراضى الفلسطينية من أهلها وتهجيرهم خارج فلسطين إلى الدول العربية والأوروبية، هذا المشهد ونفس السيناريو يتكرر الآن، ولكن على الطريقة الحديثة بالحرب على غزة فى عام ٢٠٢٤. 

فى عام ١٩٤٨ وبعد الإعلان عن دولة إسرائيل المحتلة للأراضى الفلسطينية، حدثت حرب بين الجيوش العربية من جهة والكيان الصهيونى من جهة أخرى، وتعرضت الجيوش العربية لهزيمة ساحقة، وكانت مصر وجيشها أكثر من قدم أرواحًا طاهرة من أجل الدفاع عن فلسطين وشعبها، وقام الجيش الإسرائيلى باحتلال جزء كبير من الأراضى الفلسطينية وصلت إلى ٧٨ فى المائة من مساحة فلسطين التى كانت واقعة تحت الانتداب البريطانى.

لم تكتف إسرائيل بالتهجير والتطهير العرقى للفلسطينيين من المناطق المختلفة، وقامت بتدمير العديد من القرى والمدن، وصل إلى ما يقرب من ٥٠٠ قرية ومدينة فلسطينية، وتمت إقامة المستوطنات اليهودية مكان هذه القرى بالإضافة إلى محو أسماء قرى فلسطين، وإطلاق أسماء جديدة عبرية، حتى تُطمس أية معالم تشير إلى المواطنين الأصليين، وشرع الاحتلال الصهيونى بالتعدى على الكثير من المقدسات الإسلامية والمسيحية والسطو عليها وإحراقها وزرع اليهود فى تلك المناطق محملين بالسلاح للإرهاب النفسى لكل ما هو فلسطينى. 

منذ ذكرى النكبة عام ١٩٤٨ وحتى الأحد الماضى ٢٠٢٤ ومصر تضع القضية الفلسطينية فى القلب وعلى الرأس وفى العين، وهذا قدر الشقيقة الكبرى على مر التاريخ والزمان. 

الوقت لا يسمح لذكر تواريخ مهمة وفاصلة وشاهدة على الدعم الشعبى والسياسى والرئاسى للإخوة الأشقاء فى فلسطين. 

فى بداية الأزمة الأخيرة وبعد أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، كان للقيادة السياسية رؤية استباقية لمجريات الأحداث وتطوراتها، والتحركات الدبلوماسية المصرية كانت الأسرع والأبرز على مستوى الأزمة فى العالم، تحركنا لخلق رأى عام عالمى مؤيد لوقف إطلاق النار ودعم الأشقاء فى المحافل الدولية، وآخرها ما صدر عن الخارجية المصرية منذ عدة أيام، متضمنًا الوقوف مع دولة جنوب إفريقيا فى دعواها بمحكمة العدل الدولية ضد المجازر الإسرائيلية التى قامت بها فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل. 

استضفنا قمة القاهرة للسلام لمواجهة التصعيد فى قطاع غزة لبحث تطورات القضية الفلسطينية، والتوصل إلى توافق اتساقًا مع المبادئ الدولية والإنسانية لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة والتأكيد على أهمية إنفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع والدفع بضرورة فرض السلام بين جميع الأطراف. 

نجحنا فى الوساطة للتوصل لاتفاق هدنة بين حماس وإسرائيل، والتأكيد على ضرورة إيجاد حلول سلمية للقضية الفلسطينية، من خلال دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ضمن مسار «حل الدولتين».

قدمت مصر ملحمة مصرية من أجل إنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية بتوجيهات من الرئيس شخصيًا، وقدم التحالف الوطنى المصرى نموذجًا يستحق الإشادة والتقدير، وشاهدنا ملحمة وطنية شعبية لإعداد قوافل المساعدات الإنسانية للأشقاء فى غزة. 

وليس من رأى بعينيه مثل من سمع، طابور طويل من سيارات النقل الثقيل، تحمل مواد غذائية وإغاثية وأدوية تمتد بطول عشرات الكيلو مترات بداية من مدخل مدينة العريش وحتى معبر رفح الحدودى، ووصل الأمر إلى الازدحام الشديد بهذا الأسطول من السيارات، دخلت المئات من هذه العربات إلى مدينة العريش نفسها حتى وصلت بالقرب من مدينة المساعيد على الطريق الساحلى الدولى. 

لنا الشرف والفخر أننا ننتمى لهذا الوطن الكبير، ورغم كل ما يحدث من تخطيط وتدبير شيطانى من الكيان الصهيونى، تظل مصر بشعبها وجيشها وشرطتها وقيادتها السياسية تقف كالجبال الشامخة عصية على الانحناء أو الانكسار أمام هذا الجبروت الشيطانى الصهيونى القاتل دون رحمة أو إنسانية.. 

تحيا مصر.