الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«قمة فيلنيوس» تحدد مصير أوكرانيا مع «الناتو»

طالبت كييف، بدعم من الدول الأعضاء فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) بشرق أوروبا، قمة الحلف المقررة فى فيلنيوس عاصمة ليتوانيا هذا الأسبوع، بإصدار التزام بضم أوكرانيا للتحالف العسكرى بمجرد انتهاء الحرب مع روسيا.



وسعت أوكرانيا على مدار الشهور الماضية إلى الانضمام للحلف. ويعتمد حصول البلاد على العضوية من عدمه فى نهاية المطاف على شركاء كييف فى الغرب، بحسب ما ذكره الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى خطابه اليومى عبر الفيديو مؤخرًا.

وتحدث زيلينسكى مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج، بعد يوم من تمديد الدول الأعضاء مهمة الأخير فى منصبه حتى الأول من أكتوبر 2024، ويشغل ستولتنبرج المنصب منذ عام 2014، وفى مارس 2022 جرى تمديد ولايته حتى سبتمبر 2023، بعد وقت قصير من انطلاق الغزو الروسى للأراضى الأوكرانية.

وتجرى الدول الأعضاء الـ31 فى الناتو حالياً مفاوضات بشأن الصياغة الدقيقة للبيان الختامى لقمة فيلنيوس، فيما يتعلق بعضوية أوكرانيا المحتملة. وسوف يسعى قادة هذه الدول أيضًا إلى التوصل لاتفاق بشأن هدف جديد لحجم الإنفاق الدفاعي.

مجلس الناتو- أوكرانيا

وتدفع دول شرق أوروبا قبل قمة الناتو باتجاه إصدار جدول واضح بشأن عضوية أوكرانيا، حيث تقود أمريكا وألمانيا جانب الممانعة، وتقوم بريطانيا بدور الوساطة.

ويتسم موقف ألمانيا وأمريكا بالتردد فى دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الحلف، خشية صدور رد فعل لا يمكن التنبؤ به من روسيا. كما شددت برلين على الحاجة للوفاء بشروط الناتو، فيما يخص الرقابة المدنية والديمقراطية على الجيش، على سبيل المثال.

ويعد تشكيل «مجلس الناتو- أوكرانيا» المقرر بمثابة حل وسط لتعزيز العلاقات بين الجانبين فيما يخص عضوية كييف المستقبلية فى الحلف، ومن شأن هذا المجلس أن يسمح لأوكرانيا بالمشاركة بشكل أوثق فيما تقوم به الدول الأعضاء من أعمال، وفى تطوير التحالف.

كما يعنى المجلس نوعًا من الاندماج السياسى الأولي، يضاف إلى خطة مساعدة ذات سنوات متعددة تهدف إلى جعل جيش أوكرانيا «قابل للتشغيل المتبادل بشكل تام» مع قوات حلف الأطلسي.

وفى زيارة رمزية لكييف مطلع الشهر الجاري، تزامنًا مع بدء رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد الأوروبي، تعهد رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز بدعم مدريد لأوكرانيا «مهما طال الأمر»، ودعا إلى تشكيل «مجلس الناتو- أوكرانيا» من أجل «تعزيز مشاركة كييف السياسية» فى التحالف العسكري.

وأعلن سانشيز تقديم المزيد من العربات المدرعة، والمساعدات المالية لإنعاش اقتصاد أوكرانيا، ووقع مع زيلينسكى إعلاناً مشتركاً تعهدت فيه إسبانيا بـ« تعزيز تحالف الناتو مع أوكرانيا»، ورغم ذلك، لم توضح الحكومة الإسبانية ما إذا كانت تؤيد فتح الباب أمام انضمام أوكرانيا. تحصين الجناح الشرقى للحلف 

وقام الرئيس الأوكرانى مؤخرًا بزيارة لصوفيا عاصمة بلغاريا استمرت يومًا واحدًا، حيث استقبله نظيره البلغارى رومين راديف، ورئيس الوزراء نيكولاى دينكوف، ونائبة رئيس الوزراء ماريا جابرييل. كما عقد زيلينسكى محادثات مع زعماء الكتل السياسية بالبرلمان البلغاري.. وفى نفس اليوم، تبنت الجمعية الوطنية البلغارية (البرلمان) إعلاناً يدعم انضمام أوكرانيا للناتو بمجرد انتهاء الحرب، كما تم خلال الزيارة توقيع إعلان مشترك بشأن الاندماج اليورو- أطلسى لأوكرانيا، ومذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الطاقة.

وقال زيلينسكى فى مؤتمر صحفي: «أود أن أشكر بلغاريا على دعمها وحمايتها لشعبي»، فى إشارة إلى إمدادات عسكرية رئيسية تقدمها صوفيا لبلغاريا منذ الأيام الأولى للحرب.. وتعهدت الحكومة الجديدة، الموالية للغرب، فى بلغاريا، بمزيد من الدعم لأوكرانيا فى معركتها لطرد الغزاة الروسى من أراضيها، وعلى الرغم من ذلك، عارض الرئيس البلغارى مؤخرًا مشاركة بلاده فى مبادرة مشتركة للاتحاد الأوروبى تهدف إلى توفير الذخيرة لأوكرانيا.. وخلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبى فى بروكسل الأسبوع الماضي، قال رئيس وزراء سلوفينيا روبرت جولوب: إن «السلام الدائم فى أوكرانيا شرط مسبق لبدء مفاوضات انضمامها للناتو»، وأضاف «هناك وجهات نظر وصيغ متنوعة تتعلق بانضمام أوكرانيا للناتو. أعتقد أن الوقت سيحدد أى صيغة ستكون مقبولة»، موضحًا أن أوكرانيا كانت فى طريقها للانضمام للحلف، ولكن طول رحلة الحصول على العضوية يعتمد على عوامل متعددة.

الانضمام للتحالف العسكرى الغربى مستقبلاً

قال رئيس وزراء رومانيا كلاوس يوهانيس فى بروكسل: إن أعضاء الناتو قرروا خلال قمة الحلف بالعاصمة الرومانية بوخارست فى 2008، انضمام أوكرانيا وجورجيا للتحالف العسكرى الغربى مستقبلاً.

وبمرور الوقت، أكد يوهانيس موقف رومانيا بشأن توسيع الحلف، وشدد على أن التحالف بحاجة إلى موقف قوى على المدى الطويل، وعلى دفاع متطور قادر على مواجهة جميع التهديدات.

فيلنيوس تستعد لاستقبال الحلفاء 

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الناتو، جوليانا سميث: إن الحلف يقترب من التوصل لتوافق بشأن كيفية التعامل مع مسألة انضمام أوكرانيا، خلال القمة المقررة فى فيلنيوس يومى الثلاثاء والأربعاء المقبلين، ويريد الناتو أن يُظهِرْ أنه يذهب إلى «أبعد» من تعهده السابق لكييف، وأوضحت أنها تتوقع حضور الرئيس الأوكرانى زيلينسكى القمة، ورأت أن وجوده سوف يبعث برسالة «قوية» للرئيس الروسى فلاديمير بوتين.

ويقول دبلوماسيو الناتو: إن الولايات المتحدة لا تريد أن تذهب إلى ما هو أبعد من التعهد الذى قطعه الحلف فى قمة بوخارست 2008، بشأن انضمام أوكرانيا، دون وضع جدول زمنى لذلك.

وتأتى قمة الناتو فى فيلنيوس فى وقت يسعى فيه التحالف العسكرى الغربى إلى ضم السويد إليه، وهى المساعى التى تعرقلها تركيا والمجر.

ووصف زيلينسكى القمة المقبلة بأنها مهمة للغاية لأمن أوروبا فى المستقبل،.