الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كليوباترا ملكة مصر المفترى عليها

كليوباترا ملكة مصر المفترى عليها

على منصة التواصل الاجتماعى نتفليكس عرض الفيلم الوثائقى الملكة كليوباترا، والذى يظهر الملكة بملامح إفريقية، وتصريح على لسان أستاذة تاريخ أمريكية تؤكد فيه أن كليوباترا كانت سوداء، وذلك بدعم من حركة أمريكية عنصرية متعصبة للجنس الحامى ذى البشرة السوداء تعرف باسم حركة أفروسينتريك ظهرت فى أمريكا عام 1928، والتى تدعى أن أجدادهم هم أصل حضارة مصر، وهذا يعد تزييفا للتاريخ الموثق لمصر القديمة الذى تم توثيقه بتسجيله على جدران المعابد وبالتماثيل واللوحات التى تحمل أسماء الملوك والملكات ومدة حكمهم لمصر، ويسجل التاريخ أن مصر هى أول دولة أقيمت فى التاريخ البشرى، عندما وحد الملك مينا الوجه البحرى والقبلى3200 عام ق.م وأقام أول حكومة مركزية لترعى مصالح الشعب، وأنشأ أول عاصمة لمصر (منف) مدينة البدرشين حاليا، وولدت العلوم مثل الطب والهندسة والفلك وغيرها.



واستمرت هذه الحضارة لفترة تقرب من ثلاث آلاف عام، تخللتها فترات سمو ونهضة فى عصر الدولة القديمة والدولة الوسطى ووصلت قمتها فى عصر الدولة الحديثة، وفترات ضعف، آخرها انتهت بدخول الإسكندر الأكبر المقدونى واحتلاله لمصر عام 332 ق. م وغادرها فى عام 331 ق. م ليواصل حروبه ضد الفرس وليتوفى فى عام 323 ق. م.

وتكون مصر من نصيب الملك بطليموس الأول، وهو أحد القادة المقدونيين بجيش الإسكندر الأكبر، وليؤسس الأسرة البطلمية والتى حكمت مصر ما يقارب من 300 عام وكان آخر ملوك هذه الأسرة كليوباترا السابعة وأخاها بطليموس 14، كما ذكر المؤرخون أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس، الذين سجلوا أحداث التاريخ الرومانى فى مصر فى عهد كليوباترا، أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون وأنها ذات أصول مقدونية خالصة. كما أن دراسات الأنثروبولوجيا البيولوجية ودراسات الحامض النووى التى أُجريت على المومياوات المصرية القديمة أكدت أن المصريين لا يحملون ملامح إفريقية خالصة، كما أن جميع النقوش والتماثيل التى خلفها لنا قدماء المصريون على المعابد والمقابر صورت المصريين بملامح أقرب ما يكون بالمصريين المعاصرين، وبعد توضيح كل هذه الحقائق نرى أن هذا الفيلم يعد تزييفا للتاريخ المصرى القديم.

والمواجهة العملية على هذا ليست بالتصريحات، ولكن بصناعة فيلم به كل الحقائق والوثائق التاريخية عن الملكة كليوباترا كما اقترح العالم الأثرى الكبير العالمى دكتور زاهى حواس واقترح أن يقوم هو نفسه بالتعليق على الفيلم نظرا لما يتمتع به من مكانة ومحبة وثقة عالية فى المجتمع الأمريكى والأوروبى وأغلب دول العالم، واقترح أيضا أن يعرض الفيلم على نفس المنصة (نتفيلكس). ولو نظرنا ألى محاولات تزوير التاريخ المصرى القديم نجد أن هذه ليست أول محاولة. ومن اشهر المحاولات ما قام بها مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل، عندما جاء إلى القاهرة ليحضر الاحتفال بتوقيع معاهدة السلام بدعوة من الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام، وكان موقع الاحتفال أمام الهرم الأكبر، فقال أمام وسائل الإعلام العالمية، اننى سعيد جدا بوقوفى امام الهرم الذى بناه اجدادى، وهو يعلم تماما انه يزور التاريخ، ويعلم تماما أن بنى إسرائيل قدموا إلى مصر بقيادة سيدنا يعقوب، عندما دعاهم سيدنا يوسف للاقامة فى مصر، وكان عددهم 66 فردا بجانب اسرة سيدنا يوسف وزوجته (اسنات)، وولديه (منسى وافرايم).