جزيئات البلاستيك النانونية تقتل خلايا المخ

إبتهال مخلوف
تشير الدلائل العلمية المتزايدة إلى أن المواد البلاستيكية الدقيقة المنتشرة فى البيئة من حولنا قادرة على التسلل لأغشية المخ مسببة الإصابة باضطرابات عصبية وأمراض مثل الزهايمر أو الشلل الرعاش «باركنسون» والأورام السرطانية.
وعبر عالم الأحياء «سونج كيون تشوى» من معهد دايجو جيونجبوك للعلوم والتكنولوجيا بكوريا الجنوبية، عن قلقه من أثار تلوث بيئة الإنسان باللدائن النانونية، التى يقل حجمها عن واحد من ألف من الملليمتر، مشيرًا إلى أنها تسبب أضرارًا فى خلايا المخ. واكتشف د.تشوى وفريقه، أن الجهاز المناعى فى مخ الإنسان تتأثر بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة المشتقة من «البوليسترين» التى تصبح بمثابة مواد سامة للأعصاب، تسبب تدمير الخلايا الدبقية التى تشكل 15% من خلايا الدماغ وزيادة تركيز البروتينات السامة للمخ.
ويعد «البوليسترين» هو مركب كيميائى من أحد أكثر أنواع البلاستيك استخدامًا فى العالم حيث يدخل فى صناعة الحاويات والتغليف وأدوات المائدة البلاستيكية.
وأوضح د. تشوى، أن العالم أنتج فى عام 2021 نحو 390 مليون طن من البلاستيك الذى ينتج عنه جسيمات دقيقة لا تتحلل بسهولة تتسلل إلى داخل الكائنات الحية عبر الهواء والغذاء والماء، مؤكدًا أن تعرض اللدائن البلاستيكية الدقيقة بمجرد تعرضها لأشعة الشمس تمتص الموجات فوق البنفسجية، ما يجعل البلاستيك أكثر هشاشة وعرضة للتفتت والانتشار فى البيئة.
وفى السياق ذاته، اكتشف باحثون فى جامعة فيينا بالنمسا جزيئات البلاستيك فى أدمغة فئران التجارب بعد ساعتين فقط من تناول الفئران لمياه شرب تحتوى على جسيمات بلاستيك دقيقة.