الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ادعموهم ولا تقهروهم

تحية طيبة من القلب لبريد روزا وبعد... أنا سيدة فى منتصف العقد السادس من العمر، أم لأربع فتيات وولد، جميعهم حاصلون على مؤهلات عليا، ونعيش بإحدى مدن القاهرة الكبرى، توفى زوجى رحمه الله منذ ١٠ سنوات، كان محبوبًا من الجميع، دعا لى قبل وفاته بأن يعيننى الله على تربيتهم والمحافظة على لحمتهم وتكملة رسالته من بعده، حيث عرف مصيره المحتوم من الأطباء، بسب معاناته لسنوات من مضاعفات أحد الأمراض الشرسه، وبأن حالته أصبحت ميؤوس منها، لذا زهد فى كل شيء - إلا تقربه من الله كعادته، استكثر من الدعاء لنا بالتوفيق،، تلك الروح الجميلة ورثتها عنه أصغر بناتى التى لم تتزوج حتى الآن، وهى تقترب من الثلاثين، ولا تمتلك حظًا وافرًا من الجمال، أو ليست جذابة كشقيقاتها - لكنها تخطف قلوب الجميع بروحها وسماحتها، وتسابقها لخدمة ورعاية مصالح البيت كله،، بنى زوجى قبل وفاته منزلًا من ٤ طوابق يعيش معى فيه ابني، ويعمل مهندسًا، وابنتى الكبرى المتزوجة من موظف زميلها بالعمل، الحمدلله بيتنا يعج بالحياة والبهجة مع أحفادي، وجميعهم بارين بى إلى أبعد حد أستاذ أحمد - لكن ليس هناك أحد فى دنيانا بلا غصه أو أمر محزن يعكر صفوه، ولو بعض الشىء، وأنا مشكلتى فى ابنتى الصغرى التى لم تتزوج حتى الآن بسبب تواضع هيئتها وضعف جسدها، تعد الأقل حظًا من الجمال بشكل ملفت مقارنة بأشقائها ولم تتزوج حتى الآن، تعيش لخدمة الجميع دون شكوى وتستمتع بذلك، كانت لا تفكر فى أى شىء غير إرضاء كل أفراد الأسرة الصغير قبل الكبير، وهم للأسف الشديد يستغلون ذلك أسوأ استغلال، حيث يحملونها أعبائهم فى قضاء معظم مصالحم اليومية، لأنها الوحيدة التى لم تتزوج ولا تعمل،، مع كل ما سبق لا تشتكى ولا تعترض على حالها، معطاءه بطبيعتها، فقط ما أدخلها فى حالة اكتئاب حاد هو أنانية وجحود شقيقتها الكبرى، التى تعيش معنا هى وزوجها، دخلت معها فى جدال على ضرورة الذهاب لطبيب وفحص أسباب ضعف جسدها، وعندما أبدت الفتاة ضيقها وحزنها من طريقة شقيقتها، سددت لها الأخيرة طعنة جارحة مقلبة لأوجاعها، بأنه يجب عليها النظر فى المرآه لمعرفة سبب تأخرها فى الزواج، ومنذ تلك اللحظة والمسكينة تغلق على نفسها غرفتها، لا تتوقف عن البكاء ولا تتناول إلا القليل من الطعام، المشكلة الأكبر أن شقيقتها المتسببة فى عزوفها عن أى شيء تمتاز بالغلظة والعنف حتى مع زوجها، لدرجة دفعت شقيقتها الصغرى للبحث عن عمل، حتى تستأجر شقة بعيدًا عن بيت أبيها لتعيش بمفردها، وأخبرت أشقائها بأنها لن تتزوج، وسترفض كل من يتقدم لها،، وهذا ما حدث بالفعل، تقدم صديق ابنى لخطبتها لكنها رفضته، بحجة أنه يكبرها بخمسة عشر عامًا، وأخفق فى زواجه الأول وله طفلة من زوجته، ولم ينجح شقيقها فى إقناعها بأن كل شيء مقدر ومكتوب لكل إنسان، والمعروف عن صديقه بين زملائه حسن الخلق والكرم، وهذا ما دفعه للموافقة على طلبه من حيث المبدأ - لكنها مازالت ترفض بشدة - ولا نعرف ماذا نفعل لإحياء نضارتها وإقبالها على الحياة كما كانت، باءت كل محاولاتنا بالفشل لتطييب خاطرها، فبماذا تنصحني!؟ 



إمضاء م. ي  

 

عزيزتى م. ى تحية طيبة وبعد...

أرى أنه من الأفضل مساعدة ابنتك فى مسعاها للتخلص من تلك الضغوط الخانقة، وتشجيعها على محاولة انعزالها جزئيًا بعمل يلهيها عن التفكير فى أجواء الانتهازية والنفعية التى عانت بسببها مؤخرًا، عندما أججت شقيقتها الكبرى مشاعر سلبية مأسورة بداخلها مصدرها التأخر قليلًا عن الزواج، والاستقلال ببيت وأسرة لذا كانت تبحث عن كل شيء يُعظم دورها بينكم، ويؤكد قيمة شخصيتها المعطاءة والكريمة بطبيعتها، لكنها اصطدمت بتبلد وغلظة من كبيرتها وقدوتها، بلا رحمة - وبكل تأكيد هذا خطأ فادح من الأخيرة، ترتب عليه تعميق جراح الفتاة الرقيقة،، مما يحتاج تكاتفكم لاستعادتها وتطبيب نفسها المعتلة، بداية من تركها تفعل ما تريد طالما فى حدود المقبول، للتنفيس عن كبتها، وهى بشكل لا إرادى قد تتجه نحو الاهتمام بكيانها أكثر مما مضى، وتغيير اتجاه بوصلة معاملتها وتصرفاتها معكم، لكسب ود نفسها المقهورة بين أعز ما تملك وهم أهلها - بعد صدمتها القاسية فى شقيقتها، وبنا عليه قد تعيد تقييم ردود أفعال المحيطين بها طيلة فترة تجنيد نفسها لخدمة الصغير قبل الكبير كما ذكرتي لذا من الممكن استغلال أقرب المقربين من أشقائها، إن وجد، فى تأكيد نقاط وحقائق تربوية وتحفيزية هامة، مثل أن الجمال نسبى يختلف تقديره من شخص لآخر، لكن جمال الطبع الذى يغلف شخصيتها هو مالا يختلف عليه اثنين، لذلك فهى محبوبة من الجميع، وليس بينكم فقط، إنما بمحيط جيرانها وأصدقائها، وعليها أن تثق فى نفسها وتمضى قدمًا دون تردد،، ومؤكد سيتقدم لخطبتها من يستحقها، غير الرجل الذى برأيها غير مناسب، وأن الأخير أراد الزواج منها لأنها على خلق وتمتاز بالقبول، وهذا فى حد ذاته دليل على مقوماتها الجذابة،،، وإذا أرادت ابنتك تأجير شقة بعيدًا عن شقيقتها الكبرى المقيمة معكم، فلا مانع مؤقتًا على أن تعيشى أنتِ معها لمؤازرتها حتى تتخطى كبوتها، وتستمر شقيقتها فى محاولة ترميم علاقتها بها شيئًا فشيئًا،، حثوها على الصلاة والتقرب من الله، لتستقر بنيتها النفسية من جديد، وبعد توازن أمورها تكون نصيحتى الأخيرة لكم بشأنها هى أن تطرحوا فكرة زيارة طبيب متخصص لفحص ضعف جسدها، ووضع برنامج غذائى لها، يكون مكملا ودافعا إيجابيا ضمن خطة استعادة ثقتها بنفسها،، وتذكروا بأن دوام الحال من المحال.. إن لم يكن هناك أسباب واضحة لتغيير الإنسان اتجاهاته وتطلعاته، فإنه معرض لهذا التغيير بلا توقيت أو سبب معلوم، فما بالكم إذا كانت هناك أسباب قوية تدفعه لذلك، كأن تضغط الأم أو الأخت أو الصديقة المخلصة،  على آلام مدفونة بين طيات صبر أصحابها، وهن رمز لحنان المرأة لا غلظتها وقسوتها. 

دمتِ سعيدة وموفقة دائمًا م. ى