علماء بالسويد يزرعون خلايا البنكرياس فى العين

فى تجربة أشبه بالخيال العلمى، طور باحثون فى السويد جهازًا مجهريًا يمكن غرسه فى العين لعلاج مرض السكر، الذى يعانى منه ملايين البشر، عبر الخلايا الجذعية. 

وفى البحث المنشور فى دورية «Advanced Materials» عمد باحثون من المعهد الملكى للتكنولوجيا ومعهد «كارولينسكا» بالسويد إلى اختراع شريحة إلكترونية دقيقة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لتغليف خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين وأجهزة استشعار إلكترونية حساسة لزرعها فى الجسم.

المثير أن المكان الذى اختاره الباحثون لزرع الشريحة هو العين، ما يتيح زرع خلايا جزر البنكرياس أو جزر لانجرهانز- فى العين دون الحاجة لجراحة لعلاج مرض السكر وغيره من الأمراض بالخلايا الجذعية انطلاقًا من العين، حيث تعد وظيفة جزر «لانجرهانز» هى إفراز هرمون الأنسولين المسئول عن تنظيم نسبة السكر فى الدم.

وأوضحت د.«آنا هيرلاند»، عالمة التكنولوجيا الحيوية بالمعهد الملكى السويدى للتكنولوجيا، أن العين نافذتنا الوحيدة للجسم وهى مكان مثالى لهذه التكنولوجيا، لعدم احتوائها على خلايا مناعية تتفاعل بشكل مضاد مع الشريحة المزروعة، كما تتيح شفافيتها مراقبة أداء الجهاز.

تم تصميم الجهاز على شكل وتد طوله 240 ميكرومترًا، يثبت عبره هيكلًا ميكانيكيًاعند الزاوية بين القزحية والقرنية فى الغرفة الأمامية للعين بهدف تغليف خلايا البنكرياس التى تفرز الأنسولين فى قفص نانوى الحجم.

وفى الاختبارات التى أجريت على الفئران، سرعان ما اندمجت الخلايا مع الأوعية الدموية للعين وعملت بشكل طبيعى، وتتغلب هذه التكنولوجيا على عقبة رئيسية أمام تطوير علاجات الخلايا الجذعية، التى تتطلب طرقًا جراحية دقيقة وقد تسبب استجابات مناعية ضارة.