الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الانتخابات الرئاسية.. المصلحة والواقعية

الانتخابات الرئاسية.. المصلحة والواقعية

جاءت السيمفونية التى عزفها المصريون فى الخارج أثناء التصويت لاختيار المرشح الرئاسى؛ تأكيدا على الرغبة فى الاستقرار واستكمال الخطط التنموية التى تنهض بمصر وتضعها فى مصاف وركب الدول المتقدمة التى تتمتع ببنية تحتية صلبة وحديثة تؤهلها لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وصولا لاستكمال رؤية مصر 2030، كما أنها جاءت لتشكل اتجاها عاما لدى الشعب المصرى عن حالة الرضا العام ولو فى حدها الأدنى بسبب الغلاء العالمى الذى يعصف بكل دول العالم.



لقد أبلى المصريون فى الخارج بلاءا حسنا، وعكسوا صورة زاهية للحراك الديمقراطى تصدرت مشاهدها الأخبار فى الصحافة ووكالات الأنباء العالمية، بعد أن احتشد المصريون أمام سفارات مصر فى الخارج يتسابقون للإدلاء بأصواتهم لاختيار المستقبل الأمن وديمومة الاستقرار، وهذا يشير الى أن الانتخابات فى الداخل التى تنطلق الأحد ستشهد كثافة وإقبالا يمنح مزيدا من الدعم والثقة تحتاج إليه الدولة المصرية فى المرحلة المقبلة. 

 إن ممارسة الحق الدستورى بالتصويت فى الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس مصر القادم لمدة ستة (6) سنوات مقبلة واجب وطنى يجب على كل مواطن راشد أن يؤديه تجاه الوطن لضمان المستقبل، وتحقيق الاستقرار للدولة المصرية التى تتعافى وتوشك أن تخرج من أزماتها فى ظل عالم يموج بالتوتر والتغير وتبدل المواقف والرهانات والتحالفات.

إن التحديات العالمية التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وتحيط بالدولة المصرية من كل جانب تفرض علينا جميعا التفكير المعمق بعقلانية ورشد ونحن فرادى أمام صناديق الانتخابات لاختيار المرشح الرئاسى الذى تمت تجربته والوثوق به، والارتكان إلى حصافته وحكمته، لأن المرحلة التى تمر بها الدولة المصرية تحتم على الجميع بأن ينحاز اليها، فليس لدينا رفاهية وترف التفكير فى الخيارات غير المجربة، رغم أن فرص الاختيار متاحة، إلا أنها لا تعنى خوض غمار الفشل الذى جربناه وتجرعنا ويلاته فى عام الإخوان قبل عشرة أعوام.

مصر تحتاج إلى رجل دولة من طراز فريد، ورجل الدولة لا يأتى مصادفة، ولا يتأتى لنا  أن نعثر عليه بين عشية وضحاها، ولا يمكن لنا أن نجلبه على عجل، إنما هو مزيج من تراكم الخبرات، والثراء الفكرى والمعرفى، والرؤى الاستراتيجية، والذكاء فى مخاطبة العالم، وقبل كل هذا التدرج الوظيفى فى سلم الدولة، والكاريزما الشخصية التى تؤهله لممارسة القيادة وفنون الإدارة، هذه بعض من مواصفات الرئيس القادم القادر الذى يمتلك الخبرة والتجربة والحكمة والحنكة التى اكتسبها خلال فترتين رئاسيتين ماضيتين، شهدت خلالها مصر الاستقرار والأمن والأمان الذى كان مفقودا منذ 25 يناير 2011، وطيلة عهد الإخوان.