الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أيوا» نقطة انطلاق سباق البيت الأبيض

تتجه أنظار الأمريكيين اليوم إلى ولاية أيوا التى تشهد أول انتخابات تمهيدية للحزب الجمهورى لاختيار مرشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة.



ووفق أحدث استطلاعات الرأى، ما زال الساكن السابق للبيت الأبيض دونالد ترامب فى صدارة المرشحين بنسبة 48%، بفارق كبير عن نيكى هايلى التى جاءت خلفه بنسبة 20%، ثم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس بنسبة 16%، بينما حصل فيفيك راماسوامى على 8%.

ويلعب تأثير التجمعات الحزبية فى ولاية أيوا دورا كبيرا فى عملية الترشيح، حيث يعتبر الفوز فى المؤتمرات الحزبية فى تلك الولاية عنصرا رئيسيا لتزويد المرشح بالزخم واهتمام وسائل الإعلام.

وتعقد المؤتمرات الحزبية فى ولاية أيوا البالغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة، كل 4 سنوات قبل الانتخابات الرئاسية، حيث يجرى فيها التصويت المبكر لاختيار مرشح الحزب.

وبدأت أهمية ولاية أيوا فى التزايد منذ أواخر الستينيات، إذ أصبحت أول ولاية تجمعية أو يجرى فيها التصويت المبكر عقب التغييرات داخل الحزب الديمقراطي، التى كانت تهدف إلى تنويع عملية اختيار المرشحين.

وتنفذ ولاية أيوا نظاما انتخابيا معقدا يتضمن مستويات متعددة من التجمعات الحزبية، الأمر الذى وضعها فى المرتبة الأولى فى الجدول الزمنى.

وباتت «أيوا» تعتبر الولاية الأمريكية الأولى من حيث التصويت المبكر، مما عزز مكانتها بشكل أكبر.

وتتميز ولاية أيوا بقدرتها على اختبار المرشحين، حيث يسمح عدد سكانها المنخرطين والناشطين سياسيا، إضافة إلى حجمها الصغير نسبيا، بالتفاعل الوثيق بين الناخبين والمرشحين، وهو ما يعد فرصة للمرشحين الأقل شهرة لاكتساب قوة جذب، وللناخبين ليكون لهم تأثير ملموس على السباق الرئاسى.

كذلك يمكن أن يؤدى الأداء القوى فى ولاية أيوا إلى إثارة ضجة إعلامية كبيرة وزخم إيجابى للمرشح، مما يؤثر غالبا على الناخبين فى الولايات اللاحقة، بينما يمكن أن يؤدى العرض الضعيف لشل الحملة الانتخابية.

وعلى الجانب الآخر، يرى البعض أن التركيبة السكانية فى ولاية أيوا لا تعكس تمثيلا حقيقيا للناخبين الوطنيين، إلا أن عملية التجمع الحزبى فيها تعزز المناقشات وتشجع على اتخاذ قرارات التصويت وزيادة مشاركة الناخبين.

ويرى محللون أن صغر حجم ولاية أيوا وكون أغلب سكانها من سكان الريف ذوى الأغلبية البيضاء قد يؤدى إلى إضعاف المرشحين الذين يتمتعون بدعم قوى فى الولايات الأكثر تنوعا واكتظاظا بالسكان.

ويظل معيار الدقة فاصلا، إذ لا تُعد نتائج التصويت فى المؤتمرات الحزبية دائمًا مؤشرًا موثوقًا للتنبؤ بالنجاح الوطني، مما يؤدى إلى اتهامات بتشويه الصورة الحقيقية لتفضيلات الناخبين.