تبريد المناطق الحارة بتكنولوجيا البناء الذكية

أظهرت دراسة جديدة أجرتها «جامعة نيو ساوث ويلز» بأستراليا، أنه من الممكن خفض درجات الحرارة بشكل كبير فى المدن الكبرى ذات المناخ الصحراوى الحار، التى تتجاوز درجات الحرارة فيها 50 درجة مئوية خلال الصيف، مع تقليل تكاليف الطاقة.

وتوضح الدراسة، المنشورة فى مجلة Nature» Cities»، بالتفصيل استراتيجية لتبريد المناطق الحارة فى العالم، مثل دول الخليج والهند ودول إفريقيا بنحو 4.5 درجة مئوية، عبر تكنولوجيا بناء ذكية واستخدام مواد بناء «الرائعة للغاية» العاكسة لأشعة الشمس والتى طورها مختبر الهندسة المعمارية  فى الجامعة مع توفير المساحات الخضراء.

وهذه الدراسة، التى أجريت بالتعاون مع الهيئة الملكية بالرياض، هى الأولى التى تبحث فى فوائد تقنيات تخفيف الحرارة الحديثة عند تنفيذها فى المناطق الحارة.

وأجرى الباحثون عمليات محاكاة مناخية للتبريد والطاقة على نطاق واسع فى منطقة المصيف بالعاصمة السعودية الرياض، بما فى ذلك أداء الطاقة فى 3323 مبنى حضريًا، فى ظل ثمانية سيناريوهات مختلفة لخفض الحرارة منها طلاء المبانى بمواد فائقة البرودة ومضاعفة الأسطح الخضراء.

وأثبت الفريق أنه من الممكن خفض درجة حرارة المدن بنحو 4.5 درجة مئوية خلال فصل الصيف، ما يوفر استخدام المكيفات بنسبة تصل إلى 16%.

وذكر البروفيسور »ماثيوس سانتاموريس»، أستاذ الهندسة المعمارية المتقدمة بالجامعة، أن تقنيات تخفيف الحرارة المتطورة ذات تأثير هائل للحد من ارتفاع درجة الحرارة فى المناطق الحضرية، وتقلل الحاجة للمكيفات.

وحذر، من أن ندرة المساحات الخضراء مع استخدام مواد البناء التقليدية مثل الأسفلت والخرسانة تحبس الحرارة والتلوث نتيجة عوادم السيارات والمصانع،  يزيد من خطر ارتفاع درجة حرارة المدن الصحراوية.

وتؤثر الحرارة الشديدة على أكثر من 450 مدينة فى العالم، ما يزيد من احتياجات استهلاك الطاقة ويؤثر سلبًا على الصحة، بما فى ذلك الأمراض والوفيات المرتبطة بالحرارة.