الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكبار «يترنحون»!

من كان يتخيل أن يفوز منتخب كاب فيردى على المنتخب الغانى العريق، ومن كان يتوقع أن يكون المنتخب المصرى الكبير مهددا بالخسارة أمام منتخب موزمبيق لآخر لحظة فى اللقاء، ومن كان يحلم بفوز منتخب ناميبيا على المنتخب التونسى الشقيق، وتعادل منتخب انجولا مع المنتخب الجزائرى العتيد، ناهيك عن وقوع الكبيرين نيجيريا والكاميرون فى فخ التعادل أيضا أمام غينيا الاستوائية التى تقدمت أولا بهدف على حساب المنتخب النيجيرى الذى نجح بعد ذلك فى إدراك التعادل، والأمر لم يختلف كثيرا لأسود الكاميرون التى كادت تستقبل الخسارة الأولى فى «كان أبيدجان» أمام غينيا الاستوائية لولا نجاحهم فى إدراك التعادل قبل فوات الآوان، ولم ينجو من الكبار من مفاجآت الجولة الأولى بأمم إفريقيا سوى منتخب كوت ديفوار صاحب الأرض والجمهور بفوز مستحق بهدفين على حساب غينيا بيساو والمنتخب السنغالى الذى فاز بثلاثية نظيفة على حساب منتخب جامبيا المكافح الذى كان ندا قويا لأبطال النسخة الأخيرة، ولولا حالة الطرد التى تعرض لها المنتخب الجامبى ما كان يستطيع المنتخب السنغالى الفوز بثلاثية، كل هذه النتائج تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ترنح العديد من المنتخبات الكبيرة ذات الصيت والسمعة العريقة، وتؤكد أيضا أن الخريطة الكروية الأفريقية تشهد حدوث تغييرات جذرية فى الحاضر والمستقبل للعديد من المنتخبات الإفريقية وأن هناك قوى جديدة ظهرت وتألقت، وأخرى تسير فى نفس الطريق بفضل العديد من العوامل التى نجحت بها هذه الاتحادات الكروية الإفريقية دون أى صخب إعلامى أبرزها:



1-الاحتراف المبكر غير المشروط للناشئين بتسهيلات فى العرض والطلب، والتى جعلت الكثير من اللاعبين الافارقة هدفا للوكلاء الأوربيين.

2-تفضيل مصلحة المنتخبات على مصالح الأندية واهتمامها الأول بوجود قاعدة كبيرة لديها من عشرات إن لم يكن مئات المحترفين بالدوريات الأوربية وفى أعمار مبكرة.

3-الأكاديميات الكروية المتخصصة التى تقوم بالرعاية الشاملة للمواهب وتعلمهم المعنى الحقيقى للاحتراف، وتؤهلهم لذلك مثلما يحدث بالعديد من البلدان الإفريقية وعلى رأسها السنغال التى تجنى ثمار ذلك منذ سنوات طويلة.

4- إدراك هذه الاتحادات الرياضية المعنى الحقيقى لصناعة كرة القدم وقيمة اكتشاف مئات المواهب الكروية التى ستعود فى النهاية بالكثير من المنافع.

5-قناعة تلك الاتحادات الرياضية بأن النجاح الحقيقى فى عالم الساحرة المستديرة والوصول للعالمية يأتى دائما من بوابة ضرورة زيادة عدد مواهبها فى أقوى دوريات العالم.

أخيرًا

جاءت معظم نتائج الجولة الأولى من أمم إفريقيا لتكون بمثابة جرس إنذار للعديد من القوى الإفريقية التى تعتمد فقط على تاريخها، وتقاعست عن تطوير مسابقتها ولوائحها بالقدر الذى يسمح لناشئيها بالاحتراف المبكر غير المشروط الذى تجنى ثماره الآن العديد من القوى الإفريقية الجديدة على الساحة الكروية بالقارة السمراء فى رسالة واضحة إلى كل من يهمه الأمر.