السبت 30 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التوعية الحقيقية

التوعية الحقيقية

التوعية الحقيقية ليست فقط بإطلاق الشعارات هنا وهناك أو بالتصريحات الوردية أو بالإنجازات الوهمية التى يدعيها البعض، ولكن التوعية الحقيقية أن نعرف الخطر ومصدره ونعد الخطة وندرسها جيدًا ثم نبدأ تنفيذها على أرض الواقع حتى نستطيع أن نقتل الخطر الذى يحيط بمجتمعنا على أرض الواقع بل ونستطيع أن نمنع الضرر قبل وقوعه ونستطيع أن نصل بالمعلومة الصحيحة للمستهدف قبل أن تصله الشائعة أو المعلومة الغلط التى يريد أعداؤنا أن يصلوها لنا بقصد تدمير بلدنا وشبابنا.



وحسنًا فعلت وزارة الداخلية بعد أن استشعرت استفحال انتشار المخدرات بكل أنواعها بين الشباب خاصة صغير السن فلم تكتف بإلقاء القبض على المجرمين أو المدمنين فقط بل قامت بما لا يتوقعه أحد وهو أكبر وأهم من دورها الحقيقى، ففى الأيام القليلة الماضية قامت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بقطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة بالتنسيق مع الجهات المختصة بعقد لقاءات مع طلبة المدارس فى المرحلتين الإعدادية والثانوية وكذا طلبة الجامعات بمختلف محافظات الجمهورية، للتعريف بمخاطر تعاطى المواد المخدرة خاصة المستحدثة منها وتأثيراتها السلبية وخطورتها على فئاتهم العمرية وطرق الوقاية منها واستعانت وزارة الداخلية بعدد كبير من الفيديوهات التسجيلية التى تم عرضها على الحاضرين والذين شاهدوا خطورة هذه المواد السامة والمضرة على الصحة كما تعرفوا على الجهود التى تبذلها الوزارة والإدارة العامة لمكافحة المخدرات فى ضبط العديد من القضايا وبالتالى توضح مدى قدرة الأجهزة الأمنية فى التصدى لمحاولات ترويج هذه المخدرات.

وقد لاقت هذه المبادرة إشادة كبيرة واستحسان القائمين والمشاركين بتلك الفاعلية، هذا الدور الفعال الذى قامت به وزارة الداخلية هو فى الحقيقة دور وطنى يحسب لها ويحسب لرجالها الذين فكروا وخططوا ونفذوا هذه الندوات التى لها مفعول كبير لدى أبنائنا فى المدارس والجامعات.

وهذا الدور التنويرى والتثقيفى ما هو إلا توعية حقيقية على أرض الواقع حتى يفهم الكبير والصغير خطورة هذه المواد السامة التى انتشرت انتشارًا كبيرًا بين الشباب كبار وصغار.

وهذا الدور الذى قامت به وزارة الداخلية وهو دور تشكر عليه بكل تأكيد ولكن كان يجب أن تكون هناك هيئات وإدارات أخرى تقوم بهذا العمل بشكل دورى وبشكل مؤثر بين الشباب ويجب على رجال الدين والتعليم والمختصين فى مجال الرياضة والشباب أن يعقدوا الندوات المستمرة طوال السنة بين الشباب فى كل مكان ويجب أن تكون هناك حملة إعلامية ضخمة فى كل مكان للتوعية بهذه المصيبة التى حطت بشبابنا وأبنائنا فلا يمكن أبدا أن نترك كل مشاكلنا ومصائبنا لتحملها وزارة الداخلية التى أصبح العبء عليها ثقيلًا وكان الله فى عون مسئوليها.

انتشار المخدرات بين الشباب هى مسئوليتنا جميعا بدءًا من الأسرة المصرية التى يجب أن تحافظ على أبنائها وتتبع خطواتهم وتبعدهم عن أصدقاء السوء انتهاء بمقرات عملهم والتى بدأت خطوة جيدة فى عمل تحليل مخدرات للعاملين لديها كل حين وآخر لوقف هذه المهزلة المخيفة التى يمكن أن تدمر مستقبل شبابنا بالكامل والذى يحتاج منا جميعا متابعة ومنع وصول المخدرات إليه لنحمى سلامتهم جميعًا.

حفظ الله مصر وحفظ قيادتها وشعبها.