السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

إغفاءة

الأعمال للفنان: هشام رحمة



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

إغفاءة

 

قصيدة

 

شعر ـــ منال رضوان

 

 أرانى..

 أكشط جدران بيت أمى

كيما أعود

 إلى لون طفولتى

وتدان مغروسان بساعدىّ

ينتصبان أمامي

يلهوان كلعبة من خيال الظل

عكازان يحملان كرة من ثلج

تتزلج على ذاكرتى الدخانية 

وبلدة عابسة

 تحتضن الجليد 

أنصت إلى تراتيل كنيسة

من غرفة واحدة

أقضم لقيمات اليأس

 بأيدى عجائز يلتحفن الصقيع

 ولم يزهدن بعد نداوة المقاعد الخشبية

مقعد مهترىء

 بداخله يختبىء الجرو الرضيع

قبل أن يتبخر هو الآخر كضباب خريفي

حلقات من تبغ غوايتى 

يتأرجح معها بندول رأسى 

 بدت كدوار رمادى 

ينفثه

ذلك الوغد سيىء الرائحة

 لساعة واحدة..

 اتخذتُ حيوات كثيرة

امرأة بلا رأس

أخرى بعينين واسعتين 

صفعات تعلن الرفض

أوجاع شِباك تلطمها الريح

مغزل مكسور لكهل ينتظر

زَبَد القهوة رديئة المذاق

لكنها اليد التى تقلب هلاوسى

 اقتلعتني؛ لأستيقظ من وهن

وقد صارت الجدران بلا لون 

هنا.. نسوة يبتسمن لقرع أجراسهن

ولم يفطنَّ إلى أخيلتى المبتورة

  بينما التفتن بعناقيد مدلاة 

إلى رداءتى

حينما تحسستُ رهج الغبار 

على كفى اليابسة

فى مدينة يكسوها الظلام