الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى اليوم 107 لحرب غزة

قتال عنيف ومآسٍ إنسانية

مرت على حرب غزة التى تأبى أن تضع أوزارها 107 أيام، فاقمت المأساة الإنسانية لأقصى درجة، ورفعت حرارة المواجهات الخارجية ومخاوف توسع النزاع حد الاشتعال، وباتت المنطقة على بركان خامد يوشك على الانفجار.



وكثّف الجيش الإسرائيلى عملياته العسكرية فى قطاع غزة، أمس الأول، واحتدم القتال فى القطاع، وقُتل حوالى 25 ألف شخص منذ بداية الحرب، حسب آخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.

وأفادت حماس باندلاع معارك عنيفة فى شمال القطاع المحاصر والمدمّر. وبحسب الحركة، فقد قُتل 178 شخصا وأصيب 293 آخرون فى الساعات الـ24 الأخيرة، فيما أصيب 62681 شخصا منذ بداية الحرب.

وشنت إسرائيل قصفا بالمدافع وغارات جوية إسرائيلية مكثّفة خصوصا فى مدينة خان يونس (جنوب) التى باتت الساحة الجديدة للقتال البرّى والغارات الجوّية، بعدما تركّزت المرحلة الأولى من الحرب فى شمال القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلى إنّ قواته، مدعومة بإسناد جوى وبحرى، تدمّر «البنية التحتية» للفصائل الفلسطينية فى جميع أنحاء القطاع، كما استهدفت منصّات إطلاق صواريخ فى خان يونس.

وألقى الجيش الإسرائيلى على مدينة رفح التى يتجمع فيها عشرات آلاف النازحين مناشير تُظهر صور الرهائن وتدعو السكان إلى مشاركة أى معلومات عنهم.

وفى رفح «قُتل خمسة أشخاص بينهم امرأة» فى «قصف استهدف سيارة مدنية»، وفق حماس.

عمليات ومداهمات

من جهة أخرى، تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات ومداهمات فى الضفة الغربية، لا سيما فى الخليل وقلقيلية وجنين، على ما أفادت وكالة أنباء «وفا» الفلسطينية التى أشارت إلى أنها نفّذت اعتقالات. كما أشارت إلى هدم منزلين فى الخليل يعودان لناشطين فلسطينيين.

رفض السيادة الفلسطينية

يأتى هذا فيما كرّر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، رفضه منح الفلسطينيين السيادة على غزة لـ»ضمان ألا تُشكّل بعد الآن تهديدا لإسرائيل».

وقال مكتب نتنياهو فى بيان إنّه «فى محادثته مع الرئيس (الأمريكى جو) بايدن، أكّد رئيس الوزراء نتنياهو مجددًا سياسته المتمثلة فى أنه بعد تدمير حماس، يجب على إسرائيل أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان ألا تشكّل غزة بعد الآن تهديدًا لإسرائيل، وهو شرط يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية».

وكان نتنياهو أكّد رفضه السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية معتبرا أنها تتعارض مع حاجة إسرائيل إلى «السيطرة الأمنية على كل الأراضى الواقعة غرب (نهر) الأردن».

حل الدولتين

وأبدى بايدن تمسّكه بحلّ الدولتين موضحًا أنّ «هناك عددا من الأنواع لحلول الدولتين. ثمة عدد من الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة ليست لديها جيوش».

واعتبر وزير الدفاع البريطانى جرانت شابس، امس، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الرافضة لأى «سيادة فلسطينية» فى مرحلة ما بعد حرب غزة، «مخيّبة للأمل».

وقال شابس لمحطّة «سكاى نيوز» إنه «من المخيّب للأمل أن نسمع ذلك من رئيس الوزراء الإسرائيلي»، مؤكدا أنه بالنسبة إلى بريطانيا «لا خيار سوى» حلّ الدولتين لتسوية النزاع الإسرائيلى الفلسطيني.

وفى سياق متصل، أكّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش، خلال قمة حركة عدم الانحياز فى أوغندا، امس الأول، أنّ «رفض قبول حلّ الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك إنكار حقّ الشعب الفلسطينى فى إقامة دولة، أمر غير مقبول».

وفى باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسى ستيفان سيغورنيه، امس الأول، أنّ «للفلسطينيين الحق فى السيادة وفى إنشاء دولة»، مؤكدًا عبر منصة إكس أنّ «فرنسا ستبقى وفية لالتزامها من أجل بلوغ هذا الهدف».

ومساء أمس الأول، تظاهر آلاف الإسرائيليين فى وسط تل أبيب للمطالبة بإعادة الرهائن المحتجزين فى غزة وإجراء انتخابات مبكرة لإطاحة نتنياهو.

جحيم ومآس إنسانية

وأعربت منظّمة الصحة العالميّة عن أسفها لـ»ظروف الحياة غير الإنسانيّة» فى القطاع الساحلى الصغير الذى يفتقر سكّانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى كلّ شيء، بما فى ذلك الاتّصالات.

وقال مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن 375 ألف شخص مهددون بـ«سوء تغذية حادّ» فى غزة.

ونزح ما لا يقلّ عن 1,7 مليون شخص بسبب الحرب فى غزة، حسب أرقام جديدة صادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أعلنت، الجمعة، أنّ نحو 20 ألف طفل ولدوا «فى جحيم» الحرب منذ 7 أكتوبر فى ظروف لا يمكن تصورها.

بينما عبرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن قلقها بشأن عدد «النساء والأطفال» القتلى، محذّرة من صدمة «تستمر لأجيال».

قذائف مدفعية وفسفورية

على الجانب اللبناني، قصفت القوات الإسرائيلية، امس، بالقذائف المدفعية والفسفورية عددًا من البلدات فى جنوب لبنان.

وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» أن «القصف المدفعى الإسرائيلى يستهدف منذ صباح امس أطراف بلدات عيترون ومارون الراس ويارون ومصدره مرابض العدو داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة»، مشيرة إلى أن «أطراف الجبين وشحين تتعرض لقصف مدفعى وفوسفوري».

وأفادت الوكالة بأن «المنطقة الواقعة فى جنوب نهر الليطانى باتت جبهة مفتوحة حيث يمارس العدو الاسرائيلى تعدياته بمختلف أنواع الأسلحة وآخرها كان استهداف سيارة على طريق بلدة البازورية ما أدى إلى استشهاد اثنين وجرح آخر وإلحاق أضرار جسيمة بشبكة الكهرباء وبالمزروعات».

ولفتت إلى أن «الطيران الاستطلاعى المعادى لم يغادر، طيلة الليل الفائت وحتى صباح امس، سماء قضاءى صور وبنت جبيل حيث يحلق على مستوى منخفض جدًا ما يهدد الأجسام المتحركة البشرية والآلية».

وتشهد المناطق الحدودية فى جنوب لبنان توترًا أمنيًا، وتبادلًا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلى وعناصر تابعة للفصائل المسلحة فى لبنان، منذ الثامن من أكتوبر الماضى بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة.

أحدث حصيلة للقتلى

وأعلن الجيش الإسرائيلي، امس، مقتل أحد جنوده، خلال القتال فى جنوب قطاع غزة.

وبمقتل الجندى ترتفع حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم البرى ضد حركة «حماس» إلى 195 قتيلا، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فى موقعها الإلكترونى امس.

وفى غزة، قالت وزارة الصحة، امس، إن 25105 فلسطينيين قتلوا وأصيب 62681 آخرون فى الهجمات الإسرائيلية على القطاع الفلسطينى منذ السابع من أكتوبر.

وأضافت الوزارة أن نحو 178 فلسطينيا قتلوا وأصيب 293 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.