الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خطة ماتى الإيطالية

مشروعات الطاقة بإفريقيا مقابل وقف الهجرة

فى إطار العلاقات الإفريقية للشركاء الدوليين، استضافت العاصمة الإيطالية روما هذا الأسبوع، القمة الإفريقية الإيطالية، بمشاركة ممثلى 25 دولة إفريقية من رؤساء وزعماء ورؤساء ووفد، وممثلى الاتحاد الإفريقى والاتحاد الأوروبى والوكالات التابعة للأمم المتحدة ومؤسسات دولية مثل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى وبرنامج الأغذية العالمية.



القمة استهدفت تقديم الجانب الإيطالى «خطّة ماتي، التى سُمّيت على اسم إنريكو ماتى مؤسس شركة الطاقة الإيطالية العملاقة «إيني»، الذى دعا فى الخمسينيات إلى إقامة علاقة تعاون مع الدول الإفريقية، من خلال مساعدتها على تطوير مواردها الطبيعية، حيث تسعى إيطاليا لإبرام اتفاقات جديدة فى مجال الطاقة بالقارة الإفريقية مقابل تعزيز التعاون على صعيد الهجرة، معتمدة فى ذلك مقاربة على أساس «الند للند».

وتأتى أهمية القمة فى ضوء رئاسة إيطاليا هذا العام لمجموعة الدول السبع، حيث تعهدت الحكومة الإيطالية بجعل تنمية إفريقيا ضمن القضايا الرئيسية خلال رئاستها لمجموعة الدول السبع، حيث تسعى إيطاليا لتقديم حوافز تنموية فى مجالات الطاقة والتعليم والأنظمة الصحية والمياه، فى مقابل معالجة قضية المهاجرين من خلال إقناع دول المنشأ بالتوقيع على اتفاقيات إعادة قبول المهاجرين المرفوضين، خصوصًا أن أعداد قوارب المهاجرين القادمة لإيطاليا من إفريقيا قد زادت حيث ارتفع عددهم من نحو 105 آلاف مهاجر فى العام 2022 إلى نحو 158 ألفًا فى العام 2023.

خطة «ماتي»

وخلال فعاليات القمة الإيطالية الإفريقية، أوضحت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، أن خطة “ماتي” الإيطالية، عبارة عن شراكة استراتيجية جديدة، تم التخطيط لها مع الدول الإفريقية لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية، يمكن أن تعتمد على ميزانية قدرها 5.5 مليار يورو تشمل “القروض والمنح والضمانات”، موضحة أن من هذا المبلغ نحو3 مليارات يورو (ستأتي) من صندوق المناخ الإيطالى و2.5 مليار من صندوق التعاون الإنمائي.

وتشمل “المشاريع الرائدة” التى تم التفكير فيها فى إطار الخطة إنشاء مركز للتدريب المهنى فى مجال الطاقة المتجددة بالمغرب، ومشاريع تعليمية فى تونس ومشاريع تتيح إمكانية الوصول بشكل أكبر إلى الرعاية الصحية فى ساحل العاج، باعتبار أن تونس وساحل العاج على التوالى ثانى وثالث أكثر بلدان المنشأ شيوعًا للمهاجرين واللاجئين الذين يصلون إلى إيطاليا عن طريق البحر فى عام 2023.

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: إن “خطة ماتى الجديدة تمثل مساهمة مهمة فى هذه المرحلة الجديدة من شراكتنا مع إفريقيا وتكمل مشروع البوابة الأوروبية العالمية” الذى يهدف إلى تعبئة 150 مليار يورو من التمويل لدعم التحولات الخضراء والرقمية فى إفريقيا، مشيرة إلى أن مصالح ومصائر إفريقيا وأوروبا متوافقة أكثر من أى وقت مضى”، مشيرة إلى الطاقة النظيفة ومكافحة أزمة المناخ وتوفير فرص العمل ومنع فقدان الأرواح على طول طرق الهجرة من خلال معالجة الأسباب الجذرية للهجرة ومكافحة تهريب البشر.

علاج فجوات التنمية بإفريقيا

وشاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى القمة الإيطالية الإفريقية، وتركزت كلمتها على التعاون فى مجال الطاقة وضمان إمداداتها وتعزيز تنمية البلدان الإفريقية للحد من تدفقات الهجرة إلى أوروبا؛ إضافة إلى معالجة فجوات التنمية فى إفريقيا ووضعها على مسار يعزز التحول الأخضر ويحقق مبادئ اتفاق باريس بشأن التغيرات المناخية ويقلل الانبعاثات الضارة، مع ضرورة تنسيق الجهود المشتركة لحشد جهود المجتمع الدولى وتوجيهها نحو دعم التحول الأخضر فى إفريقيا، وتقليل تأثرها بالتغيرات المناخية من خلال تنفيذ مشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية.

فى حين أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى موسى فقي، أن إفريقيا مستعدة لمناقشة معالم وأساليب تنفيذ «خطة ماتي» التى أعلنت عنها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجينا موليني، وقال: «كنا نأمل أن تتم استشارتنا بشأن خطة ماتى التى تقترحها، وإفريقيا مستعدة لمناقشة معالم وأساليب التنفيذ»، مشيرًا إلى أنه يصر على ضرورة الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، ولم يعد بإمكاننا أن نكون راضين بالوعود، التى لا يتم الوفاء بها فى كثير من الأحيان».