السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عقود الأمل السبعة».. سيرة تروى حكايات القرية والوطن فى 70 عاماً

صدر حديثُا عن دار الزيات بالقاهرة، كتاب «عقود الأمل السبعة: مذكرات من حياة ميما»، للكاتبة كريمة عبدالجبار. يتناول الكتاب عبر مقالات مكثفة سيرة ذاتية تمتد لأكثر من 70 عامًا متعرضة للتاريخ المصرى وأهم أحداثه وكيف تابع وتفاعل معها أهل القرية المصرية مثل الاحتلال البريطانى ومقاومته، ثورة 1952، تأميم قناة السويس، النكسة العربية واحتلال فلسطين، بناء السد العالى، غموض اختفاء عبدالحكيم عامر، وفاة عبدالناصر، حرب أكتوبر المجيدة، آثار سياسات الانفتاح على القرية، اغتيال السادات، الهجرة غير الشرعية للشباب فى الريف، حادثة العبارة السلام، يوميات الثورة المصرية، كل ذلك فى قالب يتناغم بين الأدب والفكاهة والتراجيديا التاريخية.



قدمت الكاتبة مظاهر أسرية وقروية كتوثق لتاريخ الاجتماع المصرى فى القرية خاصة فيما يتعلق بمواسم الخير مثل رمضان والأعياد وشم النسيم، وأثر تطور الإعلام من الاستماع الجماعى للراديو إلى فردية مواقع التواصل الاجتماعى.

بدأ الكتاب بعبارة جورج برنارد شو: «الأمل هو ما يجعل الحياة تستحق أن تُعاش» لتكون هذه العبارة محورًا للسيرة الذاتية وقصة الوطن، وهو ما أكدته الكاتبة فى قولها: قطار الزمن عبرنى رغم طول الطريق وكثرة المحطات وطقطقة القضبان التى تصيب بالصداع وسرعة الزمن التى لا يوقفها شىء، عبرنى الزمن سريعًا، حاملًا معه حياتى بكل ما بها من آمال وآلام وأحلام وطموحات، وآه من طموحاتها هذه، مشكلتى الأزلية الأبدية، وأعتقد أنها مشكلة كل إنسان، فمنذ أن يُولد أحدنا وآماله تتحرك أمامه ولا يكاد يتوقف المتحرك ولا سبب حركته إليها، وطمعه يدفعه بشدة إلى بلوغها، وعندما يتوقف ليلتقطها يكون التعب قد أخذ منه ما أخذ، ويكون الملل قد أمسك المتعة من كتفها وسلسلها بقيد الحبس وكأنها هاربة من حكم آن وجوب تنفيذه؛ حيث لم يعد الزمن زمنك.

اليوم أنظر إلى نفسى فأجدها لاهثة منقطعة الأنفاس، مُحملة بثقل سنوات العمر، تغيرت فيها المُسميات وتبدلت المواقف وتحولت النفوس، لكن سبحان الله! لا يزال الكون كما هو فى عطائه الفياض وكرمه الموصول بكرم الإله، نفس الرائحة والملمس والعبق، نفسها رعشة برودة الصباح، ذاتها رائحة الورود، وهو ذاته جمال قطرات الندى وهو يتساقط من الأشجار، ما تغير فقط بالكون هم البشر.