الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أغانى الشباك

أغانى الشباك

منذ عدة أيام كتبت مقالًا عن الأغانى المصرية التى تتناول الباب فلفت نظرى أحد الأصدقاء الأعزاء إلى أهمية الشباك أيضًا فالعديد من الأغانى تناولته، ربما أكثر من تلك التى تناولت الباب، فالباب معناه اقتراب التلاقى، أما الشباك فله معانٍ مرتبطة بالمشاهدة والمراقبة خاصة فى زمن ما قبل عصر المعلومات والتكنولوجيا.



قديمًا كانت الفتاة تنظر من خلف الشباب وتتبادل النظرات مع من تحب سواء أكان يرنو إليها من خلال شباك منزله أو أثناء مروره من تحت شباكها ولذلك نبدأ بأغنية «تحت الشباك ولمحتك يا جدع» والتى استمعنا لها لأول مرة بأداء عزيز عثمان فى فيلم لعبة الست عام 1946، بطولة تحيا كاريوكا ونجيب الريحانى والأغنية من ألحان محمود الشريف وكلمات الرائع بديع خيرى.

فى عام 1951 وفى فيلم «شباك حبيبى» للمطرب عبد العزيز محمود تأتى أغنية «شبابيك الحبايب مالها» فى أغنية من تلحينه وغنائه مع نور الهدى وكلمات فتحى قورة، ولا يمكن أن يمر الحديث عن أغانى الشباك بدون أن نذكر رائعة شادية «شباكنا ستايره حرير من نسمة شوق بتطير» من كلمات مرسى جميل عزيز وتلحين محمد الموجى من فيلم الهاربة عام 1958، ثم نأتى إلى رائعة مرسى جميل عزيز ولحن محمد الموجى «الحلوة داير شباكها شجرة فاكهة ولا فى البساتين» لمحرم فؤاد من فيلم «حسن ونعيمة» إنتاج  1959 ويبدو أن الثنائى (عزيز/الموجى) قد وجدا أن هذه التيمة تحتاج إلى الكثير من الذكر والاستخدام وفى الحقيقة فإن كلتا الأغنيتين فى غاية الروعة بالفعل.

ففى نفس العام -1959- ظهر فيلم «ليلى بنت الشاطئ» للرائع محمد فوزى الذى شدا من ألحانه وكلمات مرسى جميل عزيز أغنية «الشوق الشوق» والتى يقول فيها «ضحكت لى الحلوة من ورا شباكها وعينيها قالت لى حاسب من أهلى»، أما من أشهر أغانيه والتى غناها بالفعل واقفا أسفل الشباك من كلمات بديع خيرى وألحانه أغنية «شحات الغرام» وهى للعجب أول ما جاء بذهنى عندما فكرت فى كتابة هذا المقال ولكن للأسف كلماتها تخلو من لفظ «شباك».

ولموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أغنية بديعة ونادرة بعنوان «تحت شباك الجميل» يقول فيها «تحت شباك الجميل الورد نادانى، رحت اصبح ع الجميل واشكى له وجدانى» غناها فى أوائل الستينيات، وفى منتصف الستينيات وتحديدًا عام 1965 شدت فايزة أحمد بكلمات عبد العزيز سلام وألحان محمد الموجى رائعتها «م الباب للشباك رايحة وجاية وراك»، أما المطربة نجاة الصغيرة ففى أغنيتها الشهيرة «انا بستناك» والتى غنتها عام 1966 من كلمات مرسى جميل عزيز والحان بليغ حمدى فتقول «من الشباك وأنا خدى على الشباك، أنا والشوق وناره الحلوة بستناك».

والحقيقة أن الحديث عن الشباك يطول ولا أعتقد أنه ينتهى، فالأمر يحتاج إلى دراسة كبيرة لا يمكن أن نلم بكل ما قيل عن الشباك فى هذه المساحة الصغيرة، فكما يقول المطرب السورى الكبير صباح فخرى فى رائعته «اه يا حلويا مسلينى» حين يهدد بإلقاء نفسه قائلًا: «ومن الشباك لرميلك حالى» وصولًا إلى أغانى الكينج محمد منير «شبابيك» و«برة الشبابيك» وصولًا إلى حسن شاكوش عندما قال «حبيبتى افتحى شباكك انا جيت، انا واقف تحت البيت، مش حعمل زيطة وصيت وحشتينى».