السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

أنا الفاصل!

الأعمال للفنان: وليد قانوش



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

أنا الفاصل!

 

قصة قصيرة

 

كتبتها - مروة أبوفاتى

 

أصبحت أشعر وأنا معه أننى مثل الفاصل أو الاستراحة التى يلجأ إليها بعد الانتهاء ما بين علاقه وأًخرى، أو كأننى الأريكة التى يجلس عليها ليستريح بعد تعب يوم شاق، ولكنى لم أعد أتحمل فأنا أشعر أن روحى استنزفت.

فى بداية الأمر انبهرت به وبكلامه ونظراته الجذابة وأخلاقه العالية، شعرت أنه هدية الله لى بعد عذاب الأيام والسنين خاصة بعد تجربة انفصالى الأولى بعد بلوغى الخامسة والثلاثين، وفى بداية الأمر كنت أطير فى سماء الحب وأشعر أن الدنيا ملك يدى وبعد مده بدأت شخصيته الأنانية (النرجسية) تظهر فى تعامله معى ومحاولاته الكثيرة التقليل من شأنى، مرة بمقارنتى بغيرى وأٌخرى بالتقليل من عملى وثانية بشكلى أو مظهرى!

ثم يعود وبعتذر ويتوسل ويتحجج أنه كان يمزح معى!

وبالتدريج أصبحت له علاقات أُخرى مع غيرى، طلبت الانفصال وشعرت بالانهيار ولكنه كان يعود ويتوسل ويبكى ويقبل يدى وقدمى لكى أصفح عنه وفى بعض الأحيان كان يهين نفسه أمامى لكى أغفر له نزواته .

غفرت له مرارًا وتكرارًا إلى أن أصبحت بقايا إنسان يتحرك على الأرض لن أقدر أن أبتعد ولا أن اقترب ولكنه كان يشدنى إليه بكل قوة كلما حاولت الابتعاد، كثير من الأحيان أشعر أننى مثل المدمن الذى يعلم جيدًا أن الإدمان خطر عليه ولكنه فقد السيطرة على نفسه  فأصبح بلا إرادة  يشعر بالعذاب والألم ولكنه يتخيل أن ألم الفراق أصعب!

وبعد مده من العذاب وصلت فيها إلى مرحلة أننى أصبحت مثل الإله التى لا تشعر، حتى أن بدأ يتحدث مع إحداهن فى الهاتف أمامى، بعدها قررت الابتعاد بلا رجعة مهما حدث، فى بادئ الأمر استراح لبُعدى وظن أن هذا ما كان يُريد ولكن بعد فترة ليست بالقليلة عاد إلى مرة أُخرى خاصة بعد أن علم أننى سأرتبط بغيره ، توسل إلى بشتى الطرق كاد أن يُقبل قدماى، لا أُنكر أننى شعرت نحوه بحنين كاد أن يُسقطنى مرة أُخرى فى براثنه ولكنى قاومت لأنى شعرت بكره مرير نحوه، على قدر مشاعرى القوية نحوه كرهته، وبآخر مرة رأيته فيها بعد أن نهرته بشدة حدث له حادث كبير وهو يقود سيارته بسرعة جنونية أنهى حياته.... والآن أنا لا أشعر بالندم!.

(من مذكرات ضحية لمريض نفسى)