الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نتنياهو يستبق الخطوة ويخطط لتمرير «عملية رفح»

مفاوضات ممتدة بأماكن مختلفة وأطراف عدة، لكنها لم تسفر جميعها عن هدنة فى غزة، ولا أمل يلوح فى الأفق لها، يرافقها إصرار إسرائيلى على اجتياح رفح ومخاوف كبرى من تداعياته الكارثية.



فمن باريس إلى محادثات مقبلة فى قطر لا شيء يتغير سوى أعداد القتلى التى تتزايد وانخفاض هامش الأمل فى إنهاء حرب لم تضع أوزارها منذ أكثر من 4 أشهر، يدفع المدنيون فاتورتها الباهظة.

نتنياهو يصر على رفح

ورغم المحادثات الحالية والمرتقبة إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو جدّد تمسكه بضرورة شن القوات هجومًا على رفح فى جنوب غزة، رغم مخاوف كبرى من تداعيات ذلك على مئات آلاف المدنيين الذين فروا إلى هناك هربًا من المعارك فى بقية أنحاء القطاع.

وأضاف، فى تصريحات صحفية، أنه «بعد مفاوضات باريس سأجمع بداية الأسبوع مجلس الوزراء للموافقة على الخطط العملياتية فى رفح، بما فى ذلك إجلاء السكان المدنيين»، فى وقت تحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية فى المدينة.

ضربات جديدة

وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» فى رفح بتعرّض المدينة لـ6 ضربات جوية على الأقل خلال ساعات ليل الأحد.

وأجرى رئيس الأركان الإسرائيلى هرتسى هاليفى، أمس الأول، جولة فى قطاع غزة، وشدد على أن العمل العسكرى هو السبيل الفاعل الوحيد لاستعادة الرهائن.

وقال مخاطبا الجنود: إن القتال «رافعة»، مضيفًا «علينا مواصلته بقوة.. واستغلاله لتحرير الرهائن».

استئناف مفاوضات التهدئة 

وأعطى مجلس الحرب الإسرائيلى، الأول، الضوء الأخضر لإرسال وفد إلى قطر قريبًا، لمواصلة المناقشات التى جرت فى الأيام الأخيرة فى باريس بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة جديد فى غزة يشمل إطلاق سراح رهائن، بحسب ووسائل إعلام محلية.

وأكدت مصادر مصرية مطلعة، استئناف مفاوضات التهدئة بقطاع غزة، من خلال اجتماعات على مستوى المختصين تعقد بالعاصمة القطرية الدوحة، وأخرى تعقبها فى القاهرة.

وأوضحت المصادر، أن مباحثات الدوحة والقاهرة تجرى بمشاركة مختصين من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، بالإضافة إلى وفد من حركة حماس، استكمالًا لما تم بحثه فى لقاء باريس الأخير.

وأشارت إلى أن مباحثات التهدئة فى الدوحة والقاهرة، هدفها التوصل لاتفاق بشأن إقرار الهدنة بقطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وكان وفد إسرائيلى برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع توجه إلى باريس، الجمعة، لمتابعة مشروع هدنة نوقش فى العاصمة الفرنسية نهاية يناير الماضى مع نظيريه الأمريكى والمصرى ورئيس وزراء قطر.

وقال تساحى هنغبى، مستشار الأمن القومى لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مساء السبت لقناة «إن 12» الإسرائيلية، «لقد عاد الوفد من باريس، ربما يكون هناك مجال للتحرك نحو اتفاق».

وتصر إسرائيل على الإفراج عن كل الرهائن الذين احتجزوا فى هجمات السابع من أكتوبر، بدءا بكل النساء، لكن هنغبى لفت إلى أن «اتفاقًا كهذا لا يعنى نهاية الحرب».

ضغط أهالى الرهائن

وفى تل أبيب، تجمع آلاف الأشخاص مساء أمس الأول فى «ساحة المخطوفين» لمطالبة الحكومة بالعمل على تحرير الرهائن فى غزة، بحسب صحفيين فى «فرانس برس».

وقالت أورنا تال (60 عامًا)، وهى صديقة لتساتشى إيدان الذى خطف من كيبوتس ناحال عوز: «نفكر فيهم طوال الوقت، ونريدهم أن يعودوا إلينا أحياء وبأسرع ما يمكن. سوف نتظاهر مراراً وتكرارًا حتى عودتهم».

وقرب مقر للجيش فى تل أبيب، جرت مظاهرة أخرى ضد الحكومة، تخللها توقيف 18 شخصًا بحسب الشرطة.

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إيهود باراك، بنيامين نتنياهو بأنه مستعد للمخاطرة بحياة الأسرى المحتجزين فى غزة منذ 7 أكتوبر، إذا كان ذلك سيفيد صورته، وسيجعله «يبدو قويًا».

وقال باراك فى مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلى: إنه «من المهم بالنسبة لنتنياهو أن يبدو قويًا بدلا من التوصل إلى اتفاق، إنه على استعداد للمخاطرة بحياة الرهائن».

ودعا باراك أيضًا إلى تنظيم احتجاجات ضد الحكومة، بعد أن اشتبك متظاهرون مع الشرطة فى مظاهرة مناهضة لنتنياهو فى تل أبيب الليلة الماضية.

وقال: «نحتاج إلى 30 ألف مواطن يطوفون حول الكنيست لمدة ثلاثة أسابيع، ليلًا ونهارًا. عندما يتم إغلاق البلاد، سيدرك نتنياهو أن وقته قد انتهى وأنه لا توجد ثقة به».

استخدام سلاح الجوع

على الجانب الإنسانى، أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، أن إسرائيل ردت بشكل غير متناسب على هجوم «حماس»، مشيرًا  إلى أننا فى خضم كارثة مع استخدام تل أبيب الجوع كسلاح فى غزة.

وقال بوريل فى لقاء مع صحيفة «إلباس» الإسبانية: «نحن بالفعل فى خضم كارثة. واضطرت الأمم المتحدة إلى تعليق المساعدات الإنسانية.. فإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح، وهذا مخالف للقانون الدولى».

ولفت فى المقابلة إلى أن غزة تدمرت مبينًا أن «استخدام القوة كان غير متناسب»

حصيلة القتلى.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة فى غزة أمس ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلى للقطاع إلى 29692 شخصًا، مؤكدة ارتكاب الجيش الإسرائيلى «مجازر جديدة ضد العائلات» فى غزة.

وقالت الوزارة فى بيان: «ارتكب الاحتلال الإسرائيلى سبع مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 86 شهيدًا و 131 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية».

 وخلال الساعات الـ24 الماضية أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل أحد جنوده، خلال القتال فى جنوب غزة.. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى، بين الجنود الإسرائيليين منذ بدء الهجوم البرى فى قطاع غزة، فى أواخر أكتوبر الماضى ضد حركة «حماس» إلى 239 قتيلًا، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فى موقعها الإلكترونى أمس الأحد.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الجندى يدعى ناريا بيليت 21 عامًا، من وحدة الاستطلاع، التابعة للواء جفعاتى، من قرية «شافى شومرون» فى الضفة الغربية.. بالإضافة إلى ذلك، أصيب ضابط وجنديان من لواء جفعاتى، بإصابات خطيرة، فى المعركة فى جنوب قطاع غزة، حسب الجيش الإسرائيلي.

وقف فورى لإطلاق النار

وفى بريطانيا، بينما كان يطالب محتجون بوقف الحرب على غزة سمح رئيس مجلس العموم البريطانى ليدسى هويل للمعارضة العمالية بتقديم تعديل على المقترح الذى قدمته كتلة الحزب الوطنى الأسكتلندى بشأن وقف إطلاق النار.

المقترح دعا إلى وقف فورى لإطلاق النار وإنهاء العقاب الجماعى ضد الشعب الفلسطينى ليأتى تعديل حزب العمال مطالبا بوقف فورى إنسانى لإطلاق النار وبدء عملية دبلوماسية تحقق حل الدولتين.

قرار هويل وصف بأنه خرق لقواعد البرلمان، الأمر الذى تسبب بحالة من الفوضى سادت البرلمان وغادر نواب الحزب الوطنى الأسكتلندى المعارض وحزب المحافظين الحاكم قاعة المجلس.

ستيفن فلين، زعيم كتلة الحزب الوطنى الأسكتلندى، اعتبر أن حزبه تعرض للازدراء، لتتعالى الدعوات لاستقالة ليدسى هويل، باعتبار أن سماحه بإجراء التعديلات هو قرار سياسى يهدف إلى مساعدة زعيم حزب العمال كير ستارمر لتجنب الانقسامات داخل حزبه حول حرب غزة قبل الانتخابات التى ستجرى هذا العام.. من جانبه، عبر ليدسى هويل، رئيس مجلس العموم البريطانى، عن ندمه على ما فعل وسارع إلى تقديم اعتذار.