
اشرف ابو الريش
«الخونة».. ويقظة الشعب المصرى
أشاهد منذ سنوات قدر المستطاع القنوات المعادية لمصر، والتى كانت تبث من تركيا، وبعض منها الآن يخرج من استوديوهات بريطانيا، ظلت تلك القنوات ومذيعوها«الخونة» يبثون سمومهم الموجهة إلى الشعب المصرى من ٢٠١٤ وحتى يومنا هذا.
كنت أتساءل فى نفسى لماذا لا تقوم الجهات المختصة بغلق هذه القنوات بأية طريقة، حتى تتوقف سمومها المدمرة والموجهة بالأساس إلى عقول المصريين، وكنت أنتقد إعلامنا الرسمى وغير الرسمى الذى لا يستطيع التصدى لقنوات الإخوان إلا ما رحم ربى.. الحمد لله الناس فهمت جيدًا رجعوا إلى ما كان يقال من الخونة منذ بضع سنوات، لأنه مسجل، شاهدنا حلقات عديدة تهاجم الدولة على شراء الأسلحة وتحديث الجيش فى توقيت صعب للغاية تحسبًا لما نحن فيه الآن من أوضاع خطيرة تمر بها المنطقة .. لمدة ٧ سنوات متواصلة كان لى مقال أسبوعى داعم فى المقام الأول للدولة الوطنية، وضرورة الحفاظ على مكتسبات ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
كنت فى بعض الأحيان أتهم «بالتطبيل» وهذا غير صحيح بالمرة، الصحافة رسالة ومهنة سامية، أقسمنا فى بداية حياتنا الصحفية على قول الحق والكتابة بصدق، وكشف الحقيقة ومساندة المظلوم.. وأثق تمامًا فى قلمى، لأنه دائمًا وما زال مدافعًا عن الوطن وعن الحق.
نعود إلى قنوات ومذيعى الفتنة وفى الأصل هم خونة للأرض التى حملتهم فوقها، ولهذا النيل العظيم الذى شربوا منه وكان لهم بمثابة شريان الحياة، هؤلاء للأسف كانوا على قلب رجل واحد فى كراهية الوطن، حملوا من الذنوب ما تنوء منه الجبال، فى رقبتهم إثم عظيم فى حق هؤلاء الشباب وتلك الأسر المصرية التى استمعت إلى سمومهم وكراهيتهم على الدولة وقيادتها السياسية.. بالأمس شاهدت بعضًا من هذه القنوات، فوجئت بواحد من المذيعين “الخونة” وهو يمجد فى القيادة السياسية وأنه على الحق فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها مصر، أقول له الآن فقط قلتم الحقيقة: لا سامحكم الله.. الآن تيقنتم أن مصر هى الجائزة الكبرى للعدو.
نسى هؤلاء أن الله شاهد ومطلع لا يغفل ولا ينام، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، ويقول المولى سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم» إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ”.
عظمة القرآن الكريم وإعجازه باقية إلى يوم الدين، وهذا ما نشاهده اليوم، الخونة يتراجعون ويكتشف الناس حقيقتهم ويفقدون مصداقيتهم الى الأبد، مهما تحدثوا بالإيجاب أو السلب لن يستمع اليهم أحد.
وفى نفس السياق أتابع صفحة أحد الأشخاص كان يريد فى يوم من الأيام أن يترشح للرئاسة، وتم اتهامه بالتزوير ويقضى عقوبة فى السجن، كتب بالأمس على صفحته يهاجم الدولة كما كان يفعل قبل ذلك منذ عدة أشهر، دخل على هذا البوست عشرات الآلاف ينتقدونه بشدة ويدافعون عن البلد واستقراره، الحقيقة فرحت لهذه الصحوة الوطنية للمصريين دون توجيه من أحد، وأيقنت بالآية الكريمة التى تقول: “الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم، ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم» صدق الله العظيم.
نريد أن تصبح صحوة المصريين فى كل شيء، فى العمل وفى الأخلاق، وفى النهوض بالوطن حتى نصبح دولة عظمى فى يوم من الأيام وليس ذلك على الله ببعيد، مصر تستحق الكثير حتى تعود إلى سابق عصرها، حيث كنا دولة وحضارة عظمى علمت كل الأمم والشعوب، وصدق القائل “جاءت مصر وجاء من بعدها التاريخ.”
تحيا مصر..