الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نفس الوشوش

نفس الوشوش

أغنية تتر مسلسل اللقاء الثانى والمعروفة باسم «زى الهوا» من كلمات الرائع سيد حجاب يقول فى أحد مقاطعها الشهيرة «لما تتلاقى الوشوش مرتين ما بيتلاقوش يوم اللقا الثانى... عمر الوشوش ما بتبقى بعد السنين نفس الوشوش دى بتبقى شى تانى»، بالطبع الكلمات تعبر عن فكرة المسلسل الرئيسية وهى لقاء حبيبين بعد سنوات من الفراق والحقيقة أن هذه مجرد وجهة نظر وليست أمرًا مسلمًا به، ففى الكثير من الأحيان وحتى على مستوى الأصدقاء من نفس الجنس فإن السنوات لا تغيرهم أو بمعنى أصح لا تغير تصرفاتهم وأرواحهم مثلما فعلت بملامحهم.



الأمثلة على هذا كثيرة من منها على سبيل المثال اللقاء مع أصدقاء الطفولة وزملاء الدراسة قد يكون اللقاء الثانى بعد عشرين أو أربعين عامًا ولكن ما أن يلتقى الأصدقاء مرة أخرى إلا وتجدهم يتحدثون وينطلقون فى التفاعل كأن تلك السنوات لم تمر أو كان ما مر لا يزيد علي أشهر قليلة.

على الجانب الآخر حدث منذ عدة أيام أن طالعتنا وكالات الأنباء بخبر عن أحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعى التوليدى والذى يسمى جيمينى Gemini ، ذلك التطبيق الذى تم الترويج له فى ديسمبر الماضى على أنه ثورة جديدة فى هذا المجال حيث يستطيع أن يشاهد مقاطع الفيديو أوالصور الثابتة ويفهم ما بها ويشرحه ويتوقعه أيضًا.

الخبر يتحدث عن إيقاف الشركة المسئولة عنه لخدمة توليد صور الأشخاص بعد عدة اتهامات للتطبيق بوجود انحيازات عرقية فيما يخص لون البشرة أوأخطاء أخرى فى توليد صور لشخصيات عامة ومشهورة لدرجة أن التطبيق قدم صورة سيدة على أنها أحد القادة السياسيين الكبار.

بالطبع قامت الركة بالاعتذار عن هذا الخطأ مع وعد بالقيام بتصحيحه وإعادة تطوير بعض أجزاء من التطبيق ليكون أكثر دقة ويتلافى تلك الانحيازات والأخطاء، والحقيقة فإن قضية الانحيازات الناجمة عن المحتوى المولد بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعى هى قضية أكبر بكثير من مجرد الخطأ فى نوع الشخص أو لون بشرته بل أن القضية الأخطر هى الانحياز لثقافة أوعادات أوتقاليد أو حتى معتقدات دينية على حساب الأخرى وهى أمور لا تزال محل بحث ومحاولة تفسير من العديد من الخبراء العاملين فى هذا المجال، هل التحيز نتيجة تحيز البيانات أم تحيز الخوارزميات أم تحيز المبرمجين أم تحيز الشركات والدول أم كل ما سبق مجتمع.

ولكن وبغض النظر عما كان انحيازا أم خطأ فإن الجميع الان يتحدث عن توليد النظام لصورة سيدة  ورجال من ذوى البشرة السمراء وذلك استجابة لطلب توليد صورة للآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، ومازال الجدل مستمرًا والقلق أيضًا.