الإثنين 4 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأئمة الأربعة

الأئمة الأربعة

الأئمة الأربعة هم أئمة المسلمين السنة الأربعة وهم علماء الدين الذين  يجتمع على إمامتهم كل المسلمين من أهل السنة بكل توجهاتهم، والأئمة  متفقون على كل الأصول الفقهية، واختلفوا فى بعض الفروع، والمسائل الفرعية التى اختلفوا فيها هى التى كوّنت نشأة المذاهب الفقهية الأربعة  والأئمة  بحسب ظهورهم بالترتيب هم:-



الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت، (80هـ/699م - 150هـ/767م)، ومذهبه الحنفى.

الإمام مالك بن أنس، (93هـ/715م - 179هـ/796م)، ومذهبه المالكى.

الإمام محمد بن إدريس الشافعي، (150هـ/766م - 204هـ/820م)، ومذهبه الشافعى.

الإمام أحمد بن حنبل، (164هـ/780م ـ 241هـ/855م)، ومذهبه الحنبلي.

الإمام أبوحنيفة

الإمام الأعظم، عالم الأمة، إمام الأئمة الفقهاء، وأول الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنفى فى الفقه الإسلامى. 

وُلد بالكوفة سنة80 من الهجرة النبوية، الموافقة لسنة 699 من الميلاد، ونشأ فيها، وحفظ القرآن الكريم فى صغره. 

وحين بلغ السادسة عشرة من عمره خرج به أبوه لأداء فريضة الحج وزيارة النبى صلى الله عليه وسلم ومسجده، ثم اشتغل بالتجارة فأبوه وجده كانا تاجرين، ولما كانت الكوفة غنية بالعلم والعلماء، ينتشر فيها العلماء أصحاب المذاهب والديانات المختلفة، انصرف بعد ذلك إلى طلب العلم، فصار يحضر حلقاتهم، واتجه إلى دراسة الفقه، ولزم شيخه حماد بن أبى سليمان يتعلم منه الفقه ولازمه ثمانى عشرة سنة حتى مات حماد سنة120هـ، فتولى أبوحنيفة رئاسة حلقة شيخه حماد بمسجد الكوفة، وهو فى سن الأربعين أخذ يدارس الإمام أبوحنيفة تلاميذه ما يُعرض له من فتاوى، وابتكر نموذجًا منهجيًّا فى تقرير مسائل الاجتهاد، وذلك عن طريق عرض المسألة على تلاميذ العلماء فى حلقة الدرس ليدلى كلٌّ برأيه، ثم يعقِّب هو على آرائهم، ويؤيده بماعنده من أدلةٍ فإذا تقررت مسألة من مسائل الفقه على تلك الطريقة، كان من الصعب نقدها حتى وَضع تلك الطريقةَ الفقهيةَ التى اشتُق منها المذهب الحنفى.

 يُسمى المذهبُ الحنفى مذهبَ أهل الرأي، وهو أقدم المذاهب الأربعة، ولقد بلغ عدد شيوخ أبى حنيفة أربعة آلاف شيخ، فيهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، والباقى من أتباعهم، فقد عاش رحمه الله تعالى سبعين سنة، وحج خمسًا وخمسين مرة، وقد نشأ المذهب الحنفى بالكوفة موطن الإمام أبى حنيفة، ثم شاع من بعد ذلك وانتشر فى أكثر البقاع الإسلامية.

كان الإمام أبوحنيفة حسن الهيئة كثير التعطر، طويلَ اللحية، وقوراً، يتأنق فى ثوبه وعمامته ونعليه، حسنَ المنطق، حلوَ النغمة فصيحاً.

ويُعد أبوحنيفة من التابعين، فقد لقى عدداً من الصحابة منهم أنس بن مالك، وكان معروفاً بالورع وكثرة العبادة والوقار والإخلاص وقوة الشخصية. 

وكان يعتمد فى فقهه على ستة مصادر هى: القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع، والقياس، والاستحسان، والعُرف والعادة. .واشتهر بعلمه الغزير وأخلاقه الحسنة، حتى قال فيه الإمام الشافعى:  من أراد أن يتبحَّر فى الفقه فهو عيال على أبى حنيفة»، وقال الإمام أحمد بن حنبل: 

«إن أبا حنيفة من العلم والورع والزهد وإيثار الآخرة بمحل لا يدركه أحد»، وقال الإمام الشافعي: سئل الإمام مالك بن أنس: «هل رأيت أبا حنيفة وناظرته؟»، فقال: «نعم، رأيت رجلاً لو نظر إلى هذه السارية وهى من حجارة، فقال إنها من ذهب لقام بحجته». 

عاش فى العصر الأموى، والعصر العباسى، فهو أدرك دولتين من دول الإسلام، ولقد وقعت بالإمام أبى حنيفة محنتان، المحنة الأولى فى عصر الدولة الأموية، وسببها أنه وقف مع ثورة الإمام زيد بن على، ورفض أن يعمل عند والى الكوفة يزيد بن عمر بن هبيرة، فحبسه الوالى وضربه، وانتهت المحنة بهروبه إلى مكة عام 130هـ، وظل مقيماً بها حتى صارت الخلافة للعباسيين، فقدم الكوفة فى زمن الخليفة العباسى أبى جعفر المنصور.

أما المحنة الثانية فكانت فى عصر الدولة العباسية، وسببها أنه وقف مع ثورة الإمام محمد النفس الزكية، وكان يجهر بمخالفة المنصور فى غاياته عندما يستفتيه، وعندما دعاه أبوجعفر المنصور ليتولى القضاء امتنع، فطلب منه أن يكون قاضى القضاة فامتنع، فحبسه إلى أن توفى ببغداد سنة 

150هـ - 767م. ودفن فى مقبرة الخيزران، يقول ابن كثير:  «وصُلِّى عليه ببغداد ست مرات لكثرة الزحام، ولقد قُدِّر عدد من صلوا عليه بخمسين ألفاً، حتى لقد صلى الخليفة أبوجعفر المنصور نفسه على قبره بعد دفنه.